الجمعة, 19 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 279 زائر على الخط
تَـــنــاوُباتٌ طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف

الشمسُ التي غابتْ  لم تُـتِممْ ساعتَينِ . ربما لأننا لم نَـعُـدْ  نهتمُّ  بأنفسِنا  . الشمسُ التي غابتْ لم تَقُلْ : وداعاً . ليس لأنها لن تعود . نحن قد لا نعود إليها وإلى النافذة المخطّطةِ بالستارة المعدنية.
ومن الغابةِ التي استضافتْ عاصمةً ، سوف يدخلُ ارتجاجٌ من قطاراتٍ سريعةٍ . قطاراتٍ ترمي بنا إلى حيثُ لا ندري أو نريدُ . ليس في الحقيبة التي تحمل رسمةَ حيوانٍ مفترِسٍ زادٌ أو قصيــدةٌ .
ً

الأخضرُ بنُ يوسفَ  ، الجالسُ  كالمقرورِ في غرفتِهِ ، في طرَفِ استكهولْمَ ،  لايعرفُ ما معنى الجلوسِ الـمَحْـضِ.
حيناً يرتدي ما كان يوماً دِرعَه : بُرنُسَــه الصوفَ ، وحيناً يسألُ البائعةَ الحسناءَ أن تُلبِسَــه شالاً من الكشميرِ . لكنّ ثيابَ الأخضرِ الجالسِ في الغرفةِ ليستْ كالثيابِ . الأخضرُ الجالسُ يُلقي دُفعةً واحدةً كلَّ الذي
كان له  ... أو ربّما ... كان عليهِ . الأخضرُ ، الآنَ ، طليقٌ مثلَ ما كانَ . ولن يجلسَ مقروراً هنا في غرفةِ استكْهولم.


البحرُ ليس بعيداً . البحرُ قريبٌ كالغابةِ . البحرُ قريبٌ من رئاتِنا التي أثقلَها استنشاقُ الرملِ المسمومِ .
لن نبحثَ عن السمكةِ الذهبِ . لن نبحثَ عن صندوقِ الـمُســافرِ. لن نبحثَ عن اللؤلؤ . نحن
 أسرى سلالةٍ تنقرضُ . نحن السّلالةُ التي تنقرضُ . أمسِ على الشاطيء الذي لم يَعُدْ فيه قراصنــةٌ
كانت قِطَعُ الثلجِ الطافيةُ  تحملُ ما لم يَـعُدْ  يترقرقُ  تحتَ قمصاننا : الشمسَ  التي تُفْرِزُ  قوسَ قُزَح.


الأخضرُ بنُ يوسفَ ، استنشَــقَ ، في غرفتِهِ التي غابت تماماً ، ضوعَ غصْنٍ صندَلٍ . نفحةَ نَدٍّ ...
هَـفّـةً من ثوبِ مَنْ كان أحَبَّ . الأخضرُ استعملَ ما كانَ يُداريهِ قديماً : أن يَرى في لحظةٍ خاطفةٍ
ما لا يُرى . فـلْـيتركِ الغرفةَ واستكهولمَ ، والمبنى ، وهذا البحرَ ، والغابةَ ، والثلجَ الذي يطفو ...
ليخرجْ مرّةً واحدةً  من جِلْــدِهِ ، ولْـيَـندفِــعْ  في لُـجّــةِ الثورةْ !  

استكهولم  05.04.2011

 
makalaat_N.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث