لا تعاتِبْني ، وإلاّ سِـرْتُ عن كُلِّ الـمُـكَـلاّ ( واعتذاري من أبي بَكْرٍ ) وإنْ كانَ استَهَــلاّ ! سوف تأتي عدَنٌ ، هادئةً في موجةٍ ، شِيحاً، وكاذِيّاً ، و فُلاّ ... ونساءً يرتدِينَ النَدَّ ، والـخُضرةَ ، والدِّرْعَ شفيفاً وأفاويهَ الـمُكَـلاّ. عدَنٌ تسكنُ ما أسكنُهُ حتى وإنْ أوطأْتُ ظِلاّ ... * لَكأنّ هذا الثلجَ يهبِطُ منذُ آبادٍ ، كأنّ الثلــجَ يكتبُ هذه الدنيا ، ويُعْلِنُها له ، بيضاءَ ، مملكـةً كأنّ العشبَ والأشجارَ والأطيارَ لم تكُنِ ...الهواءُ يَشِفُّ ، لكنْ ليسَ من متنَفّسٍ . قمرٌ كبيــر . * هل أرى ، ثانيةً ، ما كان يُسْمى ســاحلَ العشّاقِ ؟ كانت عدَنٌ تصنعُ في الليلِ نهاراً غامضاً . كانَ الهواءُ الرّطْبُ سِـرِّيّاً . زهوراً وثماراً إستوائيّاتٍ . الليـلُ ثخينٌ . سوفَ نمضي في مضيقِ الـحُبّ والفودكا عميقاً. * من أين يأتي كلُّ هذا الصمتِ ؟ حتى الريحُ صامتــةٌ. ومَن أسْمَيتُـهُـم بَشَـراً ، وجيراناً ، كما في أيِّما لُغَةٍ تبَدَّوا مثلَ ما بدت التماثيلُ الغبيّةُ . ليس يُرجى الصوتُ مـمّن ظلَّ يحفرُ قبره متمهِّلاً . والثلجُ عادَ الآنَ يسقطُ. * لا تَقُلْ : قد ذهبتْ ( في ما يُسَمّى عرَباً بائدةً ، أو في الأغاني) عدَنٌ ... نحن ،و أعني فقراءَ الأمّةِ ، اخترْنا لها أن تغدوَ الغايةَ والمسرى. بنَيناها كما تبني ذراعٌ أختَها. سوف نراها مثلَ ما شِئنا لها : شِيحاً، وكاذِيّاً ، و فُلاّ ... ونساءً يرتدِينَ النَدَّ ، والـخُضرةَ ، والدِّرْعَ شفيفاً وأفاويهَ الـمُكَـلاّ. ............... ............... ............... سنراها عدَناً ! * والثلجُ يدفِنُ في الشمالِ البربريّ ، الناسَ والتاريخَ ... يدفِنُ ظِلَّهُ وضَبابَهُ ، الثوراتِ والكتُبَ العظيمةَ حيثُ كانت ، فكرةً ، أو هاجساً ، عدَنٌ ... لندن 07.12.2010
* أبو بكر هو أبو بكر سالم ، والبيت الأول من مستهَلّ أغنيةٍ له
|