الأحد, 28 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 392 زائر على الخط
منتصبَ القامةِ أمشي ! طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف

آنَ التقيتُ عالية ممدوح في باريس ، مصادفةً ، وعلى غيرِ موعدٍ ، قالت لي بدون مقدّماتٍ . ارفعْ رأسك !
إن لم ترفعْ رأسك الآن ، فلسوف تنحني غداً !
قلتُ : رأيُكِ سليمٌ تماماً ، لكنّ عليّ أن أجد وسيلةً !
فكّرتُ ، وتفكّرتُ ، وأرهقتُ نفسي بحثاً عن وسيلةٍ تحفظني رافعَ الرأسِ ، منتصبَ القامةِ .
أخيراً ، قلتُ لعالية : وجدتُها!
تساءلتْ : أوجدتَها حقّاً ؟
قلتُ : وجدتُها وربِّ الكعبةِ !

*
الأمرُ بسيطٌ :

عليّ أن أقلِّدَ العقيد معمر القذافي .
أن أرخي قلنسوتي إرخاءً على عينيّ  ، لتمتنع عليّ الرؤيةُ إنْ لم أرفعْ رأســي .
عليَ أن أرفعَ رأسي لأرى !
هكذا ، سأسيرُ منتصبَ القامةِ
واثقَ الخطوةِ ، أمشي ملكاً !
*
أوّل تطبيقي كان في جادة الشانزليزيه . كان نثيثٌ من مطرٍ خفيفٍ . والباريسيّاتُ لم يفتحنَ مظلاّتهنّ بَعدُ . قلنسوتي
 مرخاةٌ على جبهتي ، وعليّ أن أرفعَ رأسي لأرى ما حولي ، ومَن حولي : الباريسيّات بخاصّــة!
كنتُ أمشي منتصبَ القامةِ ، رافعَ الرأس ، وإنْ وجدتُ صعوبةً أوّليّةً في التلاؤمِ مع المُعطى الجديد.
*
أنا مَدِينٌ للعقيد !
حاولَ الرجلُ أن يظلّ منتصبَ القامةِ ، فوجدَ الوسيلةَ الـمُـــثلى في إرخاء قلنسوته العسكرية .
ليته بحثَ عن وسائلَ أجدى لنفسه ولشعبه كي يظل منتصبَ القامةِ مع شعبٍ حُرٍّ !
لكن الغرب الاستعماريّ لن يغفرَ للعقيد حتى رفعةَ الرأسِ المصطنَعة تلك !
الغربُ الاستعماريّ يسحقُ هذه الأمّةَ المنكودة بالقنابل والقنادر ...
حتى الدانيمارك أرسلتْ طائراتِها لتهدمَ طرابلس على رؤوسِ أهلِها
والعقيدُ القذّافي واحدٌ من أبناء هذه الأمّة .
*
سأظلُّ مَديناً للرجلِ برفعة الرأس وانتصابِ القامةِ !

باريس 08.09.2011

 
damabada_N.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث