سعدي يوسف لم يعملْ ساسةٌ ضد بلادِهم كما فعَلَ " الساسةُ " العراقيّون ضد العراق وبنيه. لقد بصموا على عريضةٍ ذليلةٍ تستدعي أعتى جيشٍ في العالَم لاحتلال البلد ، وإزاحةِ حاكمِه الذي كان يترنّحُ حقّاً. هذا المحتَلّ نصَّبَهم ليديروا العراقَ نيابةً ، وليفعلوا ما لا يستطيعُ المحتَلُّ فِعلَه ، من إفسادٍ وفسادٍ وتنكيلٍ وتقتيلٍ ، ففي بلدان المتروبول رأيٌ عامٌّ وصحافةٌ وبرلماناتٌ ، ويَصعُبُ على المحتلّ الأصيلِ فِعلُ أمورٍ شنيعةٍ كالتي يرتكبُها العميلُ. إذاً لدينا هؤلاء العملاءُ الحاكمون نيابةً. ولدينا رجالُ الدين الذين خانوا دينَهم.
ولدينا المثقفون الذين وقفوا ضد الثقافةِ الوطنية. ولدينا ، قبل هؤلاء جميعاً ، جيشُ الاحتلال ، الذي يقبضُ على البلادِ بيدٍ حديديةٍ خفيّةٍ. هذه الأبوابُ الأربعةُ ، هي بوّاباتُ الجحيم العراقيّ. وأيّ مسعىً نضاليّ وطنيّ ، لا بدَّ له من مهاجمة الأبواب الأربعة ، جميعاً ، في منظومةٍ منسَّقةٍ من الأنشطة الجماهيرية. ما جدوى التضحية بأرواح الشبّانِ ، جمعةً بعدَ جمعةٍ ، إن كان " قادة " هذه الجمُعاتِ من مؤيِّدي حكومة الاحتلال؟ لا لإسقاط النظام ! هكذا يهتف المتدفقون على الساحة. وليس من كلمة ضد الاحتلال. ليس من كلمةٍ ضد رجال الدين الأوباش. ليس من كلمةٍ ضد الأحزاب التي باعت العراقَ ونفطه. ليس من كلمةٍ فصْلٍ . إذاً : هي الخديعةُ ! لندن 03.03.2011
|