الخميس, 18 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 208 زائر على الخط
الطريق إلى البيت الكبير طباعة البريد الإلكترونى

آن يكونُ المرء صغيراً ، يكون البيت كبيراً.
بيتنا لم يكن كبيراً البتّةَ. كان كوخاً ( بين الكُبَرِ والصريفةِ بالمصطلح العراقيّ ) . هذا البيت كان يقطر ماءً في المطر. ويكاد يتقصّفُ مع رياح الصيف وصهدِ الهاجرة.لست أتذكرُ متى سكنّا بيتاً مبنيّاً بالطابوق. لكني أستعيدُ أنه كان مستأجَراً .استأجره أخي يعقوب ، بعد أن صار معلِّماً.نحن في أبي الخصيب . أســرتُنا من هناك منتشرةٌ ، متناثرةٌ، بين مركز أبي الخصيب على شط العرب ، والفاو على الخليج العربيّ. بيتُ جَدي كان في أبو الخصيب.
بيت جدي كبيرٌ.فيه حُجُراتٌ عدّةٌ. لم يكن في المركز. كان في " بُـقَـيْـع " التي تكاد تلتصق بقرية " جيكور".
أحبّ أن أذهب إلى بيت جَدّي. لكنني في المدرسة. أذهب إلى بيت جدّي في العُـطَل. أذهبُ وحدي . لا أدري ما سببُ أنني كنت أذهبُ وحدي. بيتُ جَدي بعيدٌ. في الصيف يكون ترابُ الطريق مثل جمرٍ مسحوق. وأنا أمشي حافياً . أحمل نعلَيّ ، خشيةَ البِلى ، على رأســي ، وأمشي حافياً.تعلّمتُ ذلك من عمّي جبّار حين يأتي لزيارتنا.
يَعصِبُ العطشُ لساني. أمُرُّ بجدولٍ أخضرِ الماء ،جدولٍ ذي أشَناتٍ وعشبٍ . أشربُ من مائه الأخضر بكفّيَّ ، وأبلِّلُ وجهي الملتهب. أواصلُ السيرَ إلى بيت جدّي.هناك مقبرةٌ في الطريق ، وعليّ أن أجتازَ. في المقبرة شجرةُ سِــدْرٍ لا تثمرُ نَـبْـقاً . يقولون إن البومَ يسكن تلك السدرةَ. يقولون أيضاً إن مقبرة أبو شَـعْـنَب هذه ، مسكونةٌ . الجنُّ يأوون إليها، والمجانين ، والمجذومون الهاربون.
عليّ أن أجتازَ .أتمتمُ كلماتٍ من القرآنِ عن سُـليمانَ وجنودِه.وأقطعُ المقبرةَ لألتحقَ بالجادّةِ المتربةِ.
الشمس محرِقةٌ. ونعلايَ يحرقانِ رأســي.أنتعلُهما بدون أن أنفضَ الترابَ عن قدَمَيّ ، وأواصلُ
السيرَ إلى بيت جَدّي.أصلُ إلى التقاطُعِ . تقاطُعِ بُقَيع وجيكور. أتّجهُ إلى بُقَيع. بعد التقاطُعِ أُحسُّ
ببيتِ جَدي قريباً . أصِلُ إلى البستان الذي أعرفُهُ جيداً . بستانِ النخلِ الذي طالَ ما أخذني جَدّي إليه في الصباح الباكر ليتفقّدَ شِباكه التي نصبَها للأسماكِ. أسماكِ شطّ العرب المشتهاة. أشعرُ بخُطايَ
خفيفةً. أعبرُ قنطرةً من جذوعِ النخلِ . قنطرةًً تكون زلِقةً في الشتاء. لكني أقطعُها الآنَ وثباً!
ها هوذا البيتُ الكبيرُ ...
بيتُ جَدّي!
***

 
Saadi at the ARK.JPG
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث