الجمعة, 19 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 279 زائر على الخط
ثلاث قصائد طباعة البريد الإلكترونى

شِعر : جوان ماريّا ماكنلي
Joanne Maria McNally
ترجمة : سعدي يوسف

أغنية الشاعر ( في ذكرى محمود درويش )

The Poet’s Song (In Memoriam, MD)

نداءٌ من قيثارٍ منفردٍ / حطَّ بين الأسدِ والحمَلِ / ترَدَّدَ صداه الرهيفُ على تلّةٍ / ( تلّةٍ ألقِيَتْ بعيداً عن هنا/ في ملكوتِ حقولٍ فراديسَ/ ذواتِ سديمٍ سماويّ/ تحميها أشجارُ السرو) / النبضات الأولى لأغنيةٍ / كما لو أن أناملَ فتاةٍ سماويّةٍ ، لا تُرى/
تنزلق رشيقةً ، مخْلصةً / من الجهتَينِ كلتَيهما /نحو نغماتٍ ملائكيةٍ / لا تزال حبيسةً في الداخلِ / بينما أصابعُ إبهامٍ خبيئةُ القوّةِ/ شديدةُ المعاناةِ / تجذبُ ، ماهرةً ، الأعماقَ .

هذا المَسْرَبُ لقيثارٍ كونيّ / الذي هو نفَسُ الشاعرِ/ يتدَوزَنُ من جديدٍ ، فيأخذ شكلاً : / موسيقى عتيقةً مع الصمتِ / أحلاماً مع حقيقةٍ شائعةٍ/ أقواسَ قُزَحٍ ذاتَ خفْقٍ طاهرٍ / أقماراً مثاليةَ الأقواسِ/ هذا من أجلِ أن تُخلَقَ أغنيةٌ/  حرةٌ من الفواصلِ ، والـمَعابرِ المغلقةِ/ أغنيةٌ تحوِّلُ اللغةَ إلى جمالٍ/ وسماويّةِ إحساسٍ. / تستزيدُ /  وتستضيء/ إذ ترِنُّ ماءً وعرَقاً / وحُبّاً/
آهٍ لهذا الحُبّ!/ وهي تهَبُ السماواتِ / موسيقى الفلَكِ الدوّارِ / وقد تجَدّدَ بلا انتهاء.

هذه الموسيقى المفتَقَدةُ يوماً / هذه الموسيقى المصطفاةُ/ الموهوبةُ صوتَ لهَبٍ لأغنيةٍ مقدّسةٍ / ترسلُ أنغامَها الآنَ /  على
جناحٍ كاسٍ ، أبديٍّ/ من هناك إلى هنا/ لترقصَ في حيَواتٍ أصابَها الصممُ/ في حُفَرٍ فاغرةٍ من صُنعِ البشرِ/ في هدنةٍ ، مستنقعةٍ ، قاتلةٍ / في هاويةٍ غادرةٍ : / الأغنيةُ تتفتّحُ / لطيفةً ، خفيفةً / في تشَـوُّفٍ رحيمٍ / يستزيدُ ويستزيدُ أصواتاً /بينما غماغمُ الموتِ/ شاهدُ الدمِ  واليأسِ/ تَنْحَلُّ سريعاً / النجومُ / والأوتارُ الكسيرةُ / تستعيدُ العافيةَ. / الأسوارُ العاليةُ والأسلاكُ/ تنهارُ إلى الأبدِ/ وأشجارُ التينِ والزيتونِ/ تنتصبُ أعلى وأقوى / إذّاكَ/ هذه الأغنيةُ الكونيّة/ يا لَكونيَّتِها ! / ستستردُّ حريةَ الريحِ /
وهدوءَ الأمسيةِ / وزُرقةَ اللازوَردِ الأبدية للملَكوتِ الـمُـحاصَـرِ


Pantoum of a Weaver
قصيدةٌ إلى حائكةٍ

على امتدادِ جدرانٍ عتيقةٍ تسافرُ راحتاكِ
أصابعُكِ النحيلةُ لم تنضجْ بَعدُ
لكنّ القرميدَ والمِلاطَ يعرفانِها جيداً
وكذلك التواءاتُ جدرانِ المدينةِ .

أصابعُكِ النحيلةُ التي لم تنضجْ بَعدُ
تسحبُ خيطاً أحمرَ قرمِزاً
على امتدادِ متاهةِ المدينةِ
وأنتِ تعبرين به من عقيفةٍ إلى عقيفةٍ

ثمّ تفكّينَ خيطاً ورداً
لتلفّيهِ ، لفّاً دقيقاً حول الآخر
بينما أنتِ تعبُرين به من عقيفةٍ إلى عقيفةٍ
والسوّاحُ يقفون صفّاً متعجِّلينَ

وببطءٍ تشتغلين بخيطٍ آخر
كأنكِ تحوكينَ أحلامَكِ
والسوّاحُ  لا يزالون يمرّون متعجِّلينَ
و لا يكادون يرونَ مهارةَ يدَيكِ

وبينما أنتِ تحوكينَ أحلامَكِ متعددةَ الألوانِ
يغادرُ ذهنُكِ زحمةَ الأزقّةِ القديمةِ
أعلى من ضفيرِ أناملِكِ
إنه يطفو الآنَ  نحو أراضٍ بعيدةٍ

وبينما يغادرُ ذهنُكِ ضجةَ المدينةِ
بحميرِها وتجارتِها الضاجّةِ
ويطفو نحو بلدانٍ غريبةٍ بعيدةٍ
تنسَينَ الثوبَ الذي ينبغي أن يُعَدَّ

الحميرُ والناسُ لن يلمسوكِ بعدَ الآن
فأنتِ تطيرينَ عالياً في السماء
أنتِ تنسَينَ الجلاّبةَ التي تصنعين
وكل الخيوطِ التي فككْـتِها

السماواتُ ، حيث تطيرين ، غنيةٌ جداً
وأقواسُ قُزَحٍ وحشيّةٌ تتبعُ مسارَكِ
مصنوعةٌ من الخيوطِ التي تفكّــينَها
ومن أحلامِكِ الجميلةِ

أقواسُ قُزَحٍ الوحشيةُ ، مرافقاتُكِ الوحيدةُ
ترقص جميلةَ الحركاتِ
وعلى امتدادِ الجدرانِ العتيقةِ للمدينةِ
لا تزال أناملُكِ تحوكُ في الزمن.

لندن 2 نيسان 2009


بالاد إلى تلٍّ في الفجرِ
Ballad for a hill at dawn
ثمّتَ تَلٌّ غيرُ مَسَمّى
لكنْ بتضاريسَ محدّدةٍ تماماً
والناسُ جميعاً يعرفون ،
 الناسُ الذين يؤمنونَ بما يتّبعونَ ،
سببَ  هيأتِهِ .

ليسَ هذا تلاًّ يقبِّلُ الفجرَ
مثلَ تلالِ سلسلةِ الأطلسِ
هذا التلّ يعلو موحِشاً
مع اليومِ الآتي
ووحشيةِ الإنسانِ.

ومع أن هذا التلّ بلا اسمٍ
إلآّ أن له تضاريسَ تقتنصُ:
الألسنةَ الخدّاعةَ
ودروبَ الخيانةِ
التي تختِمُ  شكلَه الـمُمِيتَ.

لم تكن الشمسُ هي التي أعلنتْ النهارَ
ولا زرقةُ السماءِ:
إنه رُعبُ غيمةٍ
تنَزّلَتْ
معلِنةً المعاناةَ الوشيكَةَ .

ليس ذاكَ تلاًّ للخرافِ الهائمةِ
أو للماعزِ الوثّابةِ
هذا التلُّ اغتُصِبَ
مصلوباً
واستُخدِمَ للقتلِ والتشويهِ.

يقولون إنهم تعذّبوا عذاباً أليماً
والكثيرُ وقفوا ينظرون متفرِّجينَ
بينما المحكومون  يذوون
وقد استُنزِفَ دمُهُم
بأظافرَ أنشَـبَها الخوفُ .

ربما كان الجهلُ
تجمَّعَ على ذلك التلّ؟
والكثرةُ عرفتْ قليلاً
ولربما لم تكترثْ
للأذى القادمِ.

سنكونُ ، جميعاً ، مُعَذِّبينَ
حين نجتمع على تلالٍ كهذا
ونقف متفرِّجين
لا نقول شيئاً
تاركينَ الدمَ يسيل.

آسِبْلي جايز ، الجمعة اليتيمة 10 نيسان 2009

 
Overcoat.JPG
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث