الجمعة, 19 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 254 زائر على الخط
لا قداسة في «قصائد الخطوة السابعة» عندما يقود سعدي يوسف سيارة ال «لادا»!! طباعة البريد الإلكترونى

قيس مصطفى
    
حين نتكلم عن شاعر من عيار سعدي يوسف، فإننا نتحدث عن شاعر يعطي باستمرار معاني شعرية جديدة تشتغل على تأجيج فكرة الوطن الضائع. ومن هذا المنطلق، لا بدّ من التعاطي مع قصائد سعدي يوسف بطريقة خاصة. تقارب مفهومه لحالة الفقد تلك، إذ لا بد من تعاطي، يوصل إلى النقطة المركزية والأساسية التي تشكل قصيدة سعدي يوسف التي غالباً ما يكتبها بسرعة.
نتيجة لدفق شعري مستمر. ولعل كتابة القصائد بغزارة، تجعل من تلك القصائد تيرمومتر حقيقياً لقياس تبدلات حقيقية على مستوى الوعي الجمالي والقيمي والموقف اليومي الحياتي.

يخطو سعدي يوسف (1934) خطوته السابعة. والخطوة الجديدة تعني مجلداً شعرياً سابعاً سيضيفه سعدي يوسف إلى أعماله الشعرية الكاملة. وفي خطوته السابعة، يتحول سعدي يوسف إلى عين، وكاميرا توثق كل شيء. في المنفى الذي صار قدراً للعراقيين. هكذا ينشر سعدي يوسف ديوانه الشعري «قصائد الخطوة السابعة» عن (دار التكوين- 2010).
خمسون قصيدة كتبت في أقل من عام واحد. يذهب سعدي يوسف فيها إلى ممارسة تدوين شعري من نوع خاص، ويحافظ على أشجانه المتعلقة بوطنه الممزق، ويستمر في إخلاصه لفكرة «الشيوعي الأخير». ولعل أهمية شعرية سعدي يوسف في كونها تدافع عن شيء ما. بوجهة نظر واضحة. يتم التعبير عنها في الكتابة من منظور خاص. وبخصوصية محددة المعالم. هذا الثبات في الموقف يجعل من قصيدة سعدي يوسف متوقعة بشكل من الأشكال على مستوى المقولة. في حين يبذل «حفيد امرؤ القيس» جهده لإدهاش من داخل الجملة الشعرية الواحدة على صعيد الصورة وعلى صعيد الرّتم الموسيقي والعالم الذي يفترض بالقصيدة أن تبنيه أو تهدمه. وبهذا يقود سعدي يوسف قارئه بشكل مستمر، وبحذر شديد، إلى تلك الخصوصية العراقية المعقدة، ثم يقوم بتفكيكها شعرياً ببساطة تامة، حتى يحس القارئ أنه فهم العراق من وجهة نظر شيوعي مخلص للبريق السابق لتلك الكلمة. وهذا الفهم يبدأ من مقولة صارخة، تصدر عن شاعر غاضب « آن أن أقذف قنبلة نحو من يتهدد معنى العراق». أو في قصيدة أخرى «احذر، يا منتظر/ القتل (وأعني قتلك) صعب في السجن/ ولكنك، يا منتظر الزيدي، ستبقى هدف المحتلين الأول/ لن ينسوا أنك وحّدت العلم الوطنيّ/ جعلت العلم الوطني/ يحلق مقذوفاً/ ويصيب..). وفي مكان آخر: «لكني أتوهم أن هناك، بأقصى الأقاصي، بلاداً تسمى العراق/ وأن بها بشراً يسكنون الشواطئ والقفر/ أن الهواء بها ليس يقتل من يتنفسه..)
تأملات سعدي يوسف لعلها الأكثر مباغتة جمالية. وعناصرها القليلة والمستعصية تعبر عن فرادة هذا الشاعر الاستثنائي. الثعالب واليعاسيب والفراشات الأسماك تتحول بقلمه إلى كائنات ذات علة وجود أخرى. الوجود الذي لا يتحقق إلا بإتمامه لعالم الشاعر الذي يمارس سطوته على تلك الموجودات على أطراف البحيرات أو تلك التي يرقبها من النافذة عندما يسقط الثلج في الغربة المستمرة منذ وقت طويل: « في مثل غيابي.. حطّ على إبهامي يعسوب ذهب. لم أعرف: هل أنظر أم أشعر/ واليعسوب../ أهذا اليعسوب الذهب، الشيء أم الرؤيا/ لكنّ اليعسوب، خفيف، وشفيف، وحقيقيّ أيضاً ويحط على إبهامي). من جهة أخرى تأتي تلك التأملات أرضية، غير متعالية، منفصلة عن قداسة الرقم سبعة المتضمن في عنوان المجموعة.
يجوب سعدي يوسف مدناً وبلاداً كثيرة. وهذه المدن ترد بشكل أساسي إلى المكان الأول. من برلين إلى براغ إلى عمان ودمشق وغيرها. كلها أماكن يفتش فيها سعدي يوسف عن ذلك الخيط الرفيع الذي يصل الأماكن ببعضها. محاولة مستمرة لاستنزاف الجغرافيا التي هي بشكل آخر خريطة كل العراق. بهذا المعنى يصبح دخول المدن جهداً من أجل اقتفاء أثر ما لشيء ما، واضح وضبابي في ذات الوقت. وإذا كانت بعض البلاد أولئك الذين يحبهم سعدي فيها، فإن بعض البلاد الأخرى هي تلك الأشياء التي يكرهها فيها. امتعاض مستمر ودائم من فكرة المنفى الذي يثير الهواجس والخوف. مع أن المنفى قد يتيح أشياء كثيرة. لكن لسعدي يوسف تلك الرغبة العارمة للعودة إلى عراق يترأس جمهورية الشعراء فيه. أو شيوعياً يقود سيارة (اللادا) من ذوات (المبدل اليدوي والدفع الرباعي) بأعلام حمراء فيها مناجل ومطارق، في تظاهرة من أجل.. تحرير العراق.

 
Saadi-sketch.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث