اســتقالــةُ الشــيوعيّ الأخيــر |
|
|
قال الشيوعيُّ الأخيرُ : سأستقيلُ اليومَ لا حزبٌ شــيوعيٌّ ، ولا هُم يحزَنون ! أنا ابنُ أرصفةٍ وأتربةٍ ومدرستي الشوارعُ والهتافُ ولَـسْــعةُ البارودِ إذ يغدو شــميماً ... لم أعُدْ أرضى المبيتَ بمنزلِ الأشباحِ ، حيثُ ســتائرُ الكتّانِ مُـسْــدَلةٌ وحيثُ الماءُ يَـأْسَــنُ في الجِرارِ ، وتفقدُ الصوَرُ المؤطَّرةُ ، الملامحَ ... ......................... ......................... ......................... أستقيلُ وأبتَني في خيمةِ العمّالِ مطبعةً ورُكناً ... سوف أرفعُ رايتي خفاقةً في ريحِ أيلولٍ مع الرعدِ البعيدِ ، ومَـدْفَقِ الأمطارِ ، أرفعُها ولن أُدْعَى الشــيوعيَّ الأخـــير ! ...................... ...................... ...................... الليلُ يأتي . لندنُ الكبرى تنامُ كعهدها ، ملتفّةً بالمعطفِ المبلولِ أمّا في الضواحي ( و لأَقُلْ هَـيْـرْفِـيلْــد ) حيثُ يقيمُ صاحبُنا الشيوعيُّ الأخيرُ فقد أقامتْ ربّةُ الأمطارِ منزلَها عميقاً في العظامِ ... اللعنةُ ! انتفضَ الشيوعيُّ الأخيرُ : إن استقلتُ فأين أذهبُ ؟ إنّ ثمّتَ منزلاً لي ، فيه عنواني المسجَّــلُ ... ولْـيَكُنْ بيتاً لأشباحٍ ! سأسكنُه وأسكنُهُ لكي أُدْعى الشيوعيَّ الأخير ! لندن 02.09.2008
|