الثلاثاء, 03 دجنبر/كانون أول 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 67 زائر على الخط
الشيوعيّ الأخير يذهب إلى البصرة طباعة البريد الإلكترونى

وقالتْ له : أســرَفْتَ !
كلُّ مدينةٍ حللْتَ بها أغفَلْتَ عن أهلِها الفكرةْ
كأنّ مَدارَ الكوكبِ اختَلَّ سَــيرُهُ
فلم يَبْقَ من ذاكَ الـمَدارِ ســوى البصرةْ ...
*
ولكنني فكّرتُ ...
إنّ صديقتي تقولُ صواباً ؛ كيفَ أنسى ديارَها ، حديقتَها ، والشُّرْفةَ ؟
الصيفُ أرسلَ الرسائلَ . والكرسـيُّ ما زال يقصدُ البِيانو . الفتى
الهنديُّ يُلقي سلامَهُ ســريعاً ، وأعلى دوحةِ السَّـرْوِ حَطَّ طائرٌ
عجيبٌ . أ مِن فردوسِ " لِيزا " أُســافرُ ؟
*
تعلّمتُ أن أحكي ، فلستُ مُـكَـتِّـماً  هواجسَ ليلي الأربعينَ :
أنامُ في جناحَي غُرابٍ . والسعالي ضجيعتي. ومن دميَ المسفوحِ لَونُ
الحوائطِ ... انتهَيتُ إلى أن أرضعَ التّيسَ . أن أرى تماسيحَ من قارٍ تُغَنّي
وأن أرى خيولاً عليها من عيونٍ حوافرُ ...
*
وتسألُني " لِيزا " وقد أطبَقَ الدُّجى : سمعتُكَ تهذي ...
كنتُ أحسَبُ أنني أهيمُ بِوادي الجِـنِّ ! هل كنتُ نائماً بِوادي الذئابِ ؟
الليلَ تَخْتَضُّ ... ناضحاً شفيفَ دمٍ  ... مستنفَدَ الصوتِ .
ربّما ستفعلُ شيئاً في الغَداةِ. كأنني أراكَ إلى حيثُ انتويتَ تغادِرُ ...
*
القصةُ ، وما فيها ، يا أصحابي ، ويا رفاقي ( لا أدري إنْ كنتم لا تزالون
تستعملون كلمةَ " رفيق " ... لا يَهمُّ ) أن الشيوعيّ الأخير ، ذهبَ
قاصداً البصرةَ ، بعدَ أن ودَّعَ حبيبتَه " لِيزا " التي أوصَتْهُ  بألاّ يدخلَ البصرةَ
بعدَ طولِ غيابٍ ، إلاّ تحتَ الرايةِ الحمراءِ.
*
في البصرةِ راياتٌ سُــود
في البصرةِ راياتٌ بِيض
في البصرةِ راياتٌ من نخلٍ ذي أعجازٍ خاويةٍ ...
لكنّ في البصرةِ ، أيضاً ، وبلا كلامٍ  ( أرجوكم ! ) : راياتُ الملِكةِ
أعلى من كلِّ الرايات !
( المقصودُ بالملكةِ هنا : إليزابَث الثانية ( الأولى كانت تُمَـوِّلُ القرصانَ
فرانسِسْ دْرَيك في القرن السادس عشــر  ، الميلادي طبعاً ) وإليزابَث
الثانيةُ هي ملكةُ انجلترة والبصرةِ وما جاورَها ، في القرنِ الحادي والعشرين )
*
وها هيَ ، ذي ، إذاً ...
أسطورةُ الراياتِ تتْبَعُ فُوَّهاتٍ من بنادقِ أهلِها !
لكنني ، وأنا الشيوعيّ الأخير ، أظلُّ أحملُ رايتي الحمراءِ ...
هل ضاعتْ بنادقُنا ؟
نسِيناها ؟
اتَّـخَــذْنا غيرَها ؟
أمْ أننا ضِعْنا وقد ضاعتْ بنادقُنا ؟
سلاماً للنصيرةِ !
للنصيرِ !
لِـفِـتْـيَــةٍ رفعوا على القُـنَـنِ الغريبةِ والروابي ، الرايةَ الحمراءَ
سوفَ نعودُ للقِمَمِ!
الصباحُ الـجَهْمُ  يُطْلِقُ  بـوقَــنــا :
بوقُ القيامةِ نحنُ ...
أحراراً
شيوعيّينَ
نرفعُ رايةً مَـرْوِيّــةً بدمٍ وأوحالٍ
وندخلُ أرضَــنا ...
........................
........................
........................
سنكونُ أجملَ من نهايتِــنــا ...

لندن  25.05 .2006

 
Saadi-DenHaag.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث