لا ســماءَ ليَخْفُقَ فيها جناحاكَ ... تَنْظُــرُ : ماءٌ رمادٌ على الشــرفةِ . الوقتُ ليلٌ ، وإنْ كنتَ في مستهَلِّ الظهيرةِ . والشجرُ الـجَهْمُ صارَ صخوراً لها هيأةُ الشجرِ . احترْتُ كيف أُسَمِّي الهواءَ الذي ليسَ يُسْــمَى . أ أنتَ الـمُـقِـيمُ هنا ؟ لا ســماءَ لِــيَخْفُقَ فيها جناحاكَ ... تسمعُ ؟ لا شــيءَ . لا هَفّــةٌ من حمامةِ دَغْلٍ . و لا رَفّــةٌ من غصونٍ . كأنّ بني آدمَ ابتلعوا قُـفّــةً من حبوبٍ وناموا إلى أبدِ الآبديــنَ . وما كان ساحةَ قريتِكَ ارتَدَّ نحوَ زمانٍ قَصِيٍّ حينَ لم تَكُ ثمّتَ من قريةٍ . يا مقيماً هنــا ! لا ســماءَ لِـيَخْفُقَ فيها جناحاكَ ... ............................ ............................ ............................ من أينَ هذا الشميمُ ؟ رغيفٌ من الخبزِ لَمّا تزَلْ فيه رائحةُ النارِ . بِضْعُ شِـباكٍ من النهرِ تُسْحَبُ . قنطرةٌ من جذوعٍ تآكَلَ أسفَـلُها . عرقٌ من قميصِ أبيكَ . روائحُ جدِّكَ هنديّــةٌ . والدِّبْسُ يَقْطُرُ من مَكْدَسِ الـتَّـمْرِ . مَن أوقَدَ النارَ ؟ مَن قالَ لي : لا ســماءَ لِـيَـخْفُقَ فيها جناحاكَ ... مَنْ ؟
لندن 14.03.2008
|