بالقطارات، عاويةً ، ومثلّــجةً ، ومجـلجِــلةً ، سوف نبلغُ هارْلِــمْ . بأغاني الجنوبِ البعيداتِ نبلغُ هارلِمْ بالقِـنَّبِ المتضَوِّعِ أزرقَ نبْلُغُ هارلِمْ بالكنائسِ حيث المسيحُ الفقيرُ سنبْلغُ هارلــمْ أين ، يا بائعَ الماءِ ، هارلِـمْ ؟ * كأني هبطت على كوكبٍ ليس فيه نيويورك ! الشوارعُ ، تلك العريضاتُ ، قد حفرتْها السنونُ العِجافُ وغضَّنت القارَ مثل وجوهِ الذين انتهَوا خارجَ البار ... كانت رطوبةُ صيفٍ من الـمِـسِـسِسبِّــي تَـلُفُّ الهواءَ على الماءِ . ذاك القطارُ الذي قد أتينا بهِ لم يَـعُـدْ في المحطّــةِ ... أســرى هنا ، نحنُ والرجلُ الأبيضُ ، الـجَهْمُ ، قَــيَّـدَنا في السفينةِ وارتاحَ في منزلِ الشــاطيءِ . القارُ يلمعُ كالزيتِ والـحُلْـمُ مِـلْح ... * أين يمضي القطار ؟ أين تمضي القبورُ التي سكنتْ كلَّ دار ؟ أين تمضي الكنائسُ ، خمساً لكلِ امرىءٍ ؟ أين يمضي القطار ؟ * لا رياح السفينةُ لامست القاع َ. نامَ الـمُـغَـنِّي وغابت نجومُ الصباح . * قد كنتُ أحلمُ أن تكون محجّـتـي في هارلِـمَ السوداءِ . كنتُ أقولُ : حتى لو خُذِلْتُ ، وخابت الآمالُ والأفعـالُ ، والرؤيا ، فإنّ لديّ ، في القاعِ ، الأغاني والضّبابَ الأزرقَ. الدنيا مُلَـوّنةً ، وذاكَ العازفَ الأعمى ، وأسرارَ البيانـو . هل تُرى أخطأتُ ؟ عند مَدارجِ البابِ التقطتُ الصورةَ الأولى لِـهارلِــمَ : جَـدّةٌ وصـبيّــةٌ تقتعدانِ درْجةً سُـلَّمٍ في المدخلِ . نيويورك تنأى ... ليس في هذا المكانِ سـواكِ ، يا أوراقَ تـمْـبِـكْـتو البهيّةِ ... يا مُعَــلَّــقةَ الســواد ! * بالقطاراتِ عاويةً ومثلّـجةً ومُـجَلجِـلــةً سوف نتركُ للقيظِ والغيظِ هـــارْلِــــم ! نيويورك 09.8.2007
|