تأتي رياحُ الأطلسيّ وقد جلبْنَ الماءَ محمولاً بآلافِ الصهاريجِ التي صُبِغَتْ بلونِ الغيمِ ... ثمّتَ سِــربُ طيرٍ جاءَ من إفريقيا ومصائدٌ للأرنبِ البرّيِّ ؛ ثمّتَ غفلةٌ ، وســعادةٌ ليستْ تبِيْــنُ ومَوطِيءٌ في مَسْلَكِ الأحراشِ للسّـارينَ فـي الليلِ ... الرياحُ وئيدةٌ حتى كأنّ الغيمَ يَـثْقُـلُ فوقَ داري ثم يدخلُ في الحديقةِ ... كانت الأزهارُ ( جيرانيوم ) تلمُســهُ ، وتشربُ ماءَه العذْبَ ، العناكبُ لا تزال تُقِـيمُ ، واثقةً ، مصائدَها وتَكْــمُنُ ... والرياحُ وئيدةٌ ماذا سيَحْدُثُ لو أخذتُ عصايَ ، بعد دقيقةٍ ، وهجرتُ ما أنا فيهِ منطلقاً إلى ما لستُ أدري ؟ كلُ ما في الكونِ يرتحلُ : الكواكبُ ، والأفاعي ، والثعالبُ ، والضفادعُ ، والزرازيرُ الذئابُ ، ودودةُ الأرضِ ، الخنافسُ ، والجذورُ ، وزهـــــرةُ الخشخاشِ ، والموتى ، وأوراقُ الخريفِ ، وبذرةُ الــــتفّاحِ إني الآنَ أخطو خطوتي الأولى الرياحُ وئيدةٌ وعصاي تمضي بي إلى ما لستُ أدري ... لندن 30.9.2006
|