ســـعدي يوســف أين أذهبُ في مهبِــطِ الليلِ ؟ قد هبَط الليلُ : ليلٌ طويلٌ ( وفيــهِ امرؤ القيسِ ) ليلٌ عريضٌ ( ونابغةٌ فيــهِ ) ليلٌ / رصاصٌ / ثقيلٌ … ………………… ………………… ………………… قليلٌ من الليلِ يكــفي . * إلى أينَ أذهبُ ؟ في حانة القريةِ ، الآنَ ، يدعو الزبائنُ أشــباهَـهم ويغَــنُّونَ أغنيةً للمعســكرِ ، أو للنساءِ اللواتي انتهَـينَ … * اســتَــرِحْ لحظةً ولـنُـفَـكِّــرْ قليلاً : إلى أين تذهبُ ؟ ثمّتَ ، في أسفلِ التلِّ ، تلمحُ ضوءَ الــمحطّــةِ ؛ إن القطاراتِ تَـصْـفِـرُ والضوءَ يَـصْـفَــرُّ والمطر الـنّـزْر يرسُــمُ لألاءهُ في الزجاجِ الــمُضاعَفِ … ما أجملَ الســفرَ ! * الليلُ يجلسُ ، كالمتسوِّلِ ، يرفو ثياباً مبلّــلــةً وقطاراً مضى منذ عشــرينَ عاما ! ………………………. ………………………. ………………………. إلى أين تذهبُ ؟ في الــبُـعـدِ بين الجذوعِ التي تتقطّــر ماءً وعشــباً تلوحُ ضفافُ البحيرةِ … إن البحيرةَ تُفضي إلى النهرِ والنهرَ يفضي إلى البحرِ ؛ ما أجملَ الرِّحــلةَ ! الســلّــةُ الــخُــوصُ تدنو من القصبِ اللدْنِ والسـلّـةُ الخوصُ تدنو هي السلّـةُ الخوصُ تدعو تناديكَ … ما أجملَ الرِّحــلةَ ! ……………………….. ……………………….. ………………………. السلّـةُ الخوصُ … حقّـاً ولكنْ ، أتحسَـبُكَ الطفلَ ؟ * ثَـــمَّ ســـماءٌ ســماويّــةٌ هي أبعدُ من جامعِ القيروانِ ومن ســورِ مُـرّاكشِ اللانهايةِ أبعدُ من زنجبارِ البهــــارِ ومن كلِ شـــاطيء شـــرقيِّ إفريقيـــا ومن مَرْكَبِ الهنـــدِ … إنْ شِـــئتَــها جِــئتَــها ، ولكنّــها ، يا بُــنَــيَّ ، العزيزةُ مَن ليس يُــنْكِــرُها ليسَ يدخــلُــها ... فاتَّــئِــدْ يا بُــنَـيّ ! واتَّـــئِـدْ يا بُــنَــيّ … لندن 23/12/2005
|