لم يتغيّـرْ شــيءٌ ما زالَ أبي يكــدحُ بين النخلِ وماءِ المدرســةِ، الناسُ يقولونَ ... ولكني أعرفُ نفسي خيراً حتى من نفســي؛ مثلاً: أنا أعرفُ ما لا تعــرفُـهُ الصّـحُـفُ المأجورةُ ، أو أني أعرفُ أنْ أتأمّـلَ في الشّــاطيءِ أعني أني أعرفُ أن أتأمّـلَ في ذرّاتِ الرملِ وفي ما يقذفُـه البحــرُ ، قواقعَ أو عُـشْـباً أو أســماكاً ميِّـتةً ، ............ .......... .......... لم يتغيّــرْ شـــيءٌ : مَــأوايَ هــوَ الغرفةُ، مُــفرَدةً ، في أحياءِ الفقراءِ وقُــوْتي الـخُـبزةُ والعدَسُ ... الأمــرُ ، إذاً ، أبســطُ من أن يخفَـى أبسَــطُ من أن يُخـشــى ، أرجوك... ........... ........... ........... ســتقولُ ( لكَ الحقُّ تماماً ) إنّ العالَـمَ غيرُ العالَـمِ إنّ منارةَ كارل ماركسَ مُـطْـفأةٌ ... إنّ الشِّــركاتِ الـعُـظمى ، عابرةَ الأقوامِ ، مُـخَـيِّـمةٌ حَــسَـناً ! ما شـأني أنا في هذا ؟ أنا ما زلتُ فقيــراً ، ما زِلتُ فقيراً ، مثلَ أبي، أكدحُ، بين النخلةِ والمــاءِ... لندن – 5 / 7 / 2002
|