لَـكأنني في صَــرِّ موسكو ، أكســحُ الثلــجَ الذي غطّـى مَـمـرَّ البابِ ؛ لكني هنا ، في لندنَ الكبرى، أُقَـطِّـرُ ما تبَـقّـى من رمـاد الصيفِ في قـنِّـينـةٍ . لَـمّـا يزلْ أيلولُ في كُـتبِ الأغاني ناعسـاً . عيناي متعَـبتانِ مِـمّـا اشتَـطّتِ امرأةٌ طـوالَ الليلِ. قُـلْـتُ : أُلامِـسُ الأوراقَ في النبْـتِ الذي ذاقَ النـــدى وتَســلَّـقَ الأعماقَ . قـلتُ: سـأهتدي من نبْـضِ أُنـمُـلةٍ ونُـسْـــغٍ . قلتُ : ألتجيءُ الصباحَ إلى قـميص الخِـضْرِ ، أو خضــراءِ " لورْكـا"، أو إلـى هذا النباتِ الـمُـعتَـلي بابي … فتحتُ البابَ : ضَـوعٌ من رذاذٍ في حدائقِ مَـن أحاطوا بي ، وذكرى من شـموسٍ في دفاتـــرَ مَـدرسيّـاتٍ ،و عَـرْفٌ لا يزال مُعلَّـقاً بي من غصــونِ الليلــةِ البيضاءِ … كان نباتُ بابي مثلَ ما كان ؛ التمَـسْتُ وُرَيقــةً أولى … تهاوتْ ، ثم ثـــانيةً، تهاوتْ … وأخرى إثرَ أخرى . أصبحَ الـمَـمْـشى خريفاً ، بغتـةً . من أيــنَ جاءت صُـفر ةُ الأوراقِ ؟ كيفَ اسّــاقَـطَ المعنى؟ تُـرى ، ما نفْـعُ أن ألقـي على ما في الأعالي نظرةً ؟ إني أردتُ ، فلم أجدْ بابي … لندن 30 / 8 / 2002
|