نحن الصبيانُ حُــفاةُ الحــيّ نحن الصبيان عُـراةُ الحــيّ نحن الصبيان ذوو الـمِـعَـدِ المنفوخةِ من أكلِ الطين نحن الصبيان ذوو الأســنانِ المنخورةِ مـن أكلِ التمرِ وقِـشـرِ اليقطين نحن الصبيان سنصطفُّ ، صباحاً ، نستقبلكم بالسعفِ الأخضرِ من قبرِ الحَـسـنِ البِـصريِّ إلـى أولِ نهـرِ العَـشّـار ... سنهتفُ : عـشــتُـمْ ! وسنهتفُ : دُمـتُـمْ ! وسـنســمعُ موسيقى الـقِـرَبِ الأسـكتلنديّـةِ مبتهجين ... أحياناً نضحكُ من لِـحيةِ جنديٍّ هنديٍّ ؛ لكنّ الخوفَ يُـخالطُ ضحكتَـنـا ، ويخـالِـفُـها ... نهتفُ : عشــتمْ ! نهتفُ : دمتُـمْ ! ونـمـدُّ لكم أيديـنا : أعـطُــونا خبزاً ، نحن جياعٌ منذ وُلِــدنا في هذي القريةِ ... اعطُــونا لحماً ، عِـلكاً ، عُـلَـباً ، سَـمَـكاً أعطــونا كي لا تطردَ أُمٌّ إبــناً ، كي لا نأكلَ طيــنـاً ونـنــام ... نحن الصبيان حُــفاة الحـيّ لا نعرفُ من أين أتـيـتُـم ولماذا جئــتُـم ولماذا نهتفُ : عشــتُـم ... ......................... ......................... ......................... والآنَ ســنســألُكم : هل ســتظلـون طويلاً ونظلّ نـمـدُّ لكم أيـديـنا ؟ لندن 3 / 12 / 2002
|