سعدي يوسف
هبّتْ شماليّةً
فالبرْدُ في دمنا ، شَيْنٌ
وإنْ كانت النيرانُ تتّقِدُ ...
حتى الـمواقدُ فيها البَرْدُ والـبَرَدُ .
في ساحةِ القريةِ ، الأوراقُ طائرةٌ مثل الطيورِ
وغصْنُ الوردِ يبتردُ
كأنّ أيّامَنا ، في القَرِّ ، واحدةٌ
مَسِيْحةُ اللونِ
لا سبْتٌ ولا أحَدُ .
*
هبّتْ جنوبيّةً
لكنّ خطوتَها بطيئةٌ
وهواءُ البحرِ يهبطُ حتى العشبِ
حتى كأنّ الأرضَ تشربُ
من كأسٍ إلاهِيّةٍ ...
في البُعْدِ ، ألمحُ أضواءَ الـمَراكبِ
يأتي الليلُ
مرتعشاً في معطفِ الماءِ
والسنجابُ يبتعدُ ...
*
إنْ تُغمِضِ العينَ تَلْقَ الكونَ .
كُنْ جَلِداً
إنْ هبّت الريحُ ،
واستنطِقْ جناحَكَ ...
إنّ الخيلَ تَطَّردُ !
لندن في 28.11.2020
|