سعدي يوسف
ذهبتُ الى الجزائر ، في العام 1964 ، أي بعد الإستقلال بعامَين .
وعملتُ هناك أدرِّسُ العربيةَ ، سنواتٍ سبعاً ، كانت من أبهى سنوات حياتي .
نحن في ساحة " ثانوية الحوّاس "
في سِيْدي بلعباس ( أمستْ ولايةً الآن ) ، بالغرب الجزائري .
أقولُ ، نحن في الساحة ، في ضحىً رائقٍ .
التلامذة في الساحة .
الفصلُ ربيع.
وسط الساحة ، ساريةٌ تحمل العَلَمَ الجزائري ، علَم البلاد التي استقلّتْ حديثاً .
حطَّ اللقلقُ على السارية .
ولأن اللقلق مهاجرٌ .
ولأنه يريد أن يبني منزلَه ( عشّه )
ولأن العلَم الجزائري زاهي الألوان ...
اختطفَ اللقلقُ ، العَلَمَ !
في الجزائر ، اللقلق مقدّس ، لأنه مهاجر ، ويخلع عليه الجزائريون لقبَ "الحاج" .
وهكذا تعالى الهتاف :
يا حاج !
يا حاج !
كانت الفرحة غامرة ، لأن البلادَ أكرمت " الحاج" بأعزّ ما تمْلك !
لندن في 05.07.2020
|