الصباحاتُ غائمةٌ ، ليس من قبلِ عشــرينَ يوماً فقط … الصباحاتُ غائمةٌ ، منذُ عشــرينَ عاماً وأكثرَ ؛ إن الصباحاتِ غائمةٌ مُــذْ وُلِــدْنا . وفي عدَنٍ كانت الشمسُ في السّــمتِ فجراً تُؤجَّــجُ قحفةَ رأسكَ مثلَ الزجاجِ ، ولكنّ تلك الصباحاتِ غائمةٌ ! …………………. …………………. …………………. ربّــما في عواصفَ ثلجيّــةٍ يتجلّــى الصباحُ الـبَــهِــيُّ … لقد حَطّت الطيرُ ! عند محطة مترو الجنوب ، بموسكو انتظرتَ التي لم تجيءْ وانتظرتَ … انتظرتَ إلى حَــدِّ أن غَــمَــرَ الثلجُ شَـعرَكَ واقتاتَ عينيكَ ؛ قلتَ : الصباحاتُ غائمةٌ … وانكفأتَ . ……………………… ……………………… ……………………… السلالــمُ لا تـنـتـهي حينما ترتقيها ( غُـرَيفةُ باريسَ في الطابق السابعِ ) السَّــيْنُ ليس بعيداً وفي الصُّبحِ نفترضُ الشمسَ … لكنّ تلك الـغُــرَيفةَ لن تبصرَ الشمسَ إلاّ دقائقَ . إن الصباحاتِ غائمةٌ في غُــرَيفــةِ باريسَ أيضاً ! …………………..... …………………… …………………… · وماذا عن الـمَـشـهَدِ الآنَ ؟ - لا مشهدَ الآنَ . إنْ رُمتَ نوراً فَـخَـبِّــيءْ شـآبيبَــهُ في نبيذِ العروقِ ولا تنتظِــرْ أن يكونَ الصباحُ الـمُتاحُ بهيّــاً ... ســتشـهدُ كلَّ الصباحاتِ غائمةً ومدجَّــجةً بالعفونةِ حتى تمـــوت ! لندن 18/4/2005
|