رسالــةٌ أخـيرةٌ من الأخضر بن يوســف |
|
|
عزيزي : أنا الآنَ لا أتردَّدُ في أن أُحَـيِّـــــــــــيكَ . ( في أنْ أُصَـبِّحَ يومَكَ بالخيرِ ) مَـرَّ زمانٌ عـلينا ، ولم نَلْتـقِ . الصبحَ فـكّرتُ … قلتُ البــــــــــريدُ الـذي كان منقطعــاً في الحــروبِ ، وفي مَـهْـمَــهِ الثورةِ المستـحيلةِ ، قد بـدأَ . الأصــدقاءُ الذين غـدَوا جُزُراً في محيطٍ من الـمـعدِنِ الذائــبِ الـــتفتوا ، فجأةً ، نحو أنـفُـسِهِـم واستراحوا على فحمةِ الليلِ كي يكتبوا . هل يقولون شيئاً ؟ أتحسَــبهم قائلينَ ؟ انتظرتُ ، فـلـم أسْــتَـرِقْ نأْمةً . واســتَرَقتُ ، فلم أعـتَـبِــرْ نَـغْمـةً . حِـيْـنَها ، وأُصارِحُكَ القولَ فـكّــرْتُ فيكَ …السلامُ عليكَ ! السلامُ على دارةٍ أنتَ فيها ! السلامُ على حَـيرةٍ أنتَ فيها ! أتعرفُ أنيَ طوَّفتُ أبعدَ ممّـا تظنُّ ؟ لقد كنتَ تسْــخَـرُ بي ، كنتَ تحسَـبُني وادِعاً أو جـباناً . أتذكرُ ؟ يومَ انبطَـحْـنا على رملِ ساحلِ " أَبْـيَـنَ " ظلَّ الرصاصُ يَـئِـزُّ . ولم أرتجِفْ … وفي صيفِ بيروتَ ، صيفِ الضواحي ، تطلَّعتُ في الموقعِ الـمتـقدِّمِ . كانت على مـدخلِ الـحَيّ دبّــابةٌ . كانت الطائراتُ الـمُـغِــيراتُ تُـلقـي صواريخَـها . غيرَ أنكَ كنتَ الدِينامِيتَ في عُـلْـبةِ الخشبِ . اليومَ حاولتُ أنْ أتَـبَـيَّـنَ ما كنتَ تكـنِـزُهُ آنذاكَ … تُرى ، كنتَ تأمُـلُ في أن ترى الـمَوجتَـينِ وقد غَــدَتا موجةً ؟ ربَّــما ! لستُ أدري … وهاأنتذا تتلقّى الرسالةَ هاأنتذا تتقرّى الرسالةَ ها أنتذا ، آ … وهاأنذا … ……………………… ……………………… ……………………… نضربُ الصّــنجَ ، ثانيةً ، في العــراءْ . لندن 27/5/2005
|