(1)
تدخلُ الـمَوصِلُ الآنَ بين السطور
تدخلُ الموصلُ الآنَ بين السطورِ العميقةْ
لن ترِفَّ الطيور
بعدَ أن هجَرَتْها الحديقةْ .
*
الروافصُ من مَنْقعٍ في الجنوب
ومن كل أكواخِه الطينِ جاؤوا
يهْدِمونَ المنارةَ قبلَ الغروب
مُطِيعينَ ما يأمُرُ الغُرَباءُ .
*
غيرَ أنّ البيوتَ هنا من حَجَرْ
والروافصُ لا يعرفونْ
أنّ مَن يتحدّى الحَجَرْ
سوف يَلْقى الجنون .ْ
*
فلتكُنْ لكِ ، أُمَّ الربيعَينِ ، آيةْ
أنتِ نُعْمى البداية .ْ
(2)
كنتُ ، قبلَ سنينَ ، أُطَوِّفُ في الجامعةْ
كان عندي رفيقُ صِبا
عُمَرُ الطالبُ : البسمةُ الرائعةْ
عمَرُ الطالبُ، السفْحُ أخضرَ ، و المرتَبى
*
" كانت تحومR.A.Fطائراتٌ يقالُ هي الــ "
وكانت تراقبُ ما يفعلُ النملُ والسالكون
وكانت سماؤكِ ، أُمَّ الربيعَينِ ، ليستْ بذاتِ غيوم
كأنّ السماءَ مُوَطّأةٌ ،كي نهون .
*
كيفَ أنسى الحَجَرْ
كيف أنسى المنارةَ ، حيثُ المنارُ العتيقْ
حيثُ كانت مُطَوّقةٌ تحتمي بالشجرْ
حيث غنّى الـمُغَنّي الأنيق ...ْ
*
لكِ ، يا مَوصلُ ، الأغنيةْ
لكِ ما يصِلُ الموتَ بالأُمْنيةْ
(3)
كيف يَحْدثُ هذا ؟
كيفَ يَحْدثُ أن تُمسَحَ الموصلُ العربيّةُ مسْحا ؟
كيف يَحدثُ هذا ؟
هل بأيدي وحوشٍ سماويّةٍ غزت الأرضَ صُبْحا ؟
*
للّواتي يَمُتْنَ وأطفالهنّ
للّذين يموتون تحت الرُّكامْ
للمؤذِّنِ لا يَطْمئنّ ...
للصنوبرِ ... مني السلامْ
*
هل سنمضي بعيداً ، وأبعدْ ؟
هل سندخلُ في مَهْمَهِ العرَبِ البائدةْ ؟
هل سنقصِفُ بيتَ محمّدْ
كي نبرِّرَ أن نذبحَ الوالدةْ ؟
*
سوف يمضي العراقُ سعيدا
سوف يمضي العراقُ ، سعيداً ، إلى حتفِهِ
سوف يمضي العراق ...
لندن 17.08.2017
|