سعدي يوسف
منذ صدّام حسين ، شقِيّ الحارة ، كاسر إضرابات الطلبة ، والقاتل المبكِّر جداً ، دأبت الولايات المتحدة الأميركية على تنصيب مجرمينَ محترفين ، حُكّاماً بالنيابة ، في العراق.
كان المجرمون يأتون ، أساساً ، من المؤسسة العسكرية : البكر . حردان . النايف ... إلى آخر السلسلة القذرة ...
لكن الكذبة الكبرى عن الديمقراطية ، استدعتْ تحسيناً شكليّاً معيَّناً ، كأنْ يكون المجرمُ المنتقى خارج المؤسسة العسكرية ، بمعنى أنه ليس من دائرتِها الضيّقة .
هكذا ، بعد الاحتلال ، نصّبت الولايات المتحدة ، على البلد المسكين ، غيرِ المستكين ، مجرمين ، أمثال إياد علاّوي ( أبو إبَر ) ، وجلال الطالباني ( مجرم بشت آشان الشهير ) ، وأبو حفصة الجعفري ( بائع حزب الدعوة وقاتِلُ الحزب )...
الآن !
يدور الحديثُ عن الإتيان بعادل عبد المهدي المنتفجي ، رئيساً للوزراء !
كلُّنا تابَعَ حملةَ التأهيل السياسي لعادل عبد المهدي ، بدءاً من أبيه ، وانتهاءً به ، كأنه ابنُ أبيه !
وهكذا قيل للناس إن المنتفجي جرّبَ حزبَ البعث والشيوعية الماويّة والإسلام ، حتى هداه الله إلى كوندوليزا رايس السوداء والبيت الأبيض !
حملة التأهيل لن تذكر أن عادل عبد المهدي ، مجرمٌ ، قاتلٌ ، مسؤولٌ عن قتل يساريّين ...
حملة التأهيل لن تذكر أن عادل عبد المهدي المنتفجي ، في باريس ، كان في خدمة الأجهزة السرية الإيرانية ، وأنه بسببٍ من بدلتِه الماويّة ( نسبةً إلى الرفيق ماو ، لا إلى اللون ) استدرجَ مناضلين إيرانيّن ، إلى بيتٍ في باريس ، ليُقتَلوا ، جميعاً ، برصاص المخابرات الإيرانية ، وليخرج عادل عبد المهدي المنتفـجي ، من البيت إيّـاه ، سليماً ، معافى ...
بل ليشقّ طريقَه العجيبَ ، حدَّ الحصولِ على إعجاب الأميركيّين .
*
أعتقدُ أن الولايات المتحدة ، تُخَوِّضُ في مياهٍ عراقيّةٍ ، عكِرةٍ جدّاً !
لندن 06.10.2005
*
أمّا اليوم ، أي في الأول من شباط ( فبراير ) 2016 ، فالمنتفجي العميل ، لأكثر من جهة، ابتداءً بالفرنسيّين ، وليس انتهاءً بالإيرانيّين ، وزيرٌ للنفط والطاقة ، منتفخٌ ، ومتنافجٌ ، كالضفدع .
لكنّ هذا الضفدع المتنافج ، انتفخَ حدَّ اعتزامه إلغاءَ قوانين تأميم النفط ، بالإلتفافِ عليها ، وبيعِ ثروة البلد إلى الأبد ...
إن نضالَ شعبٍ أبِيٍّ ، هو شعب العراق ، أفلحَ في تشريعات التأميم ، منذ عبد الكريم قاسم ، المقتول بسبب ذلك التشريع ، حتى حكم البعث في السبعينيّات.
كل شيء للبيع ...
عقارات الدولة .
ملاعب الرياضة .
الخطوط الجوية .
الموانيء .
الصبايا والأطفال .
الأعضاء البشريّة .
والآن : جاء عادل عبد المهدي المنتفجي ، ليبيع العراقَ بأجمعه !
*
ليذهبْ مستأجَرو " ساحة التحرير " إلى ميدان العار ، ليتغزّلوا بأغنية الفساد ... مع المهفّات !
لا شيء يَحْدُثُ ...
حتى المنتفجي ليس وزيراً للنفط والطاقة .
لندن 01.02.2016
|