وليد الصرّاف (تركنا في مهب الريح نجداً ونكّبنا السماوة والعراقا) وها أنا كلما أمعنتُ بعداً برحلي عنهما ازددت التصاقا وهاالصحراء قد كبرت وزادت سراحيناً وسور السجن ضاقا فياسعدي ابن يوسف كم سجينٍ عليه أحكم الباغي الوثاقا ومقتولٍ علا في الافق نجماً فزاد على النجوم به ائتلاقا وكم دمعٍ وكم حبرٍ مراقٍ قفا بهما الثكول دماً مراقا مضت هدراً لتسلمنا لليلٍ أبت أبوابه الا انغلاقا وهجّرت الذئاب به ديوكاً طوال العمر ماصاحت نفاقا وشمساً دون صيحتهن تبقى نؤوم ضحى وفجرا مااستفاقا ونجماً في بلاط الليل عبدا تأمّل كلما صحن انعتاقا وبدراً ظل في بالي تماماً وان من أربعين غدا محاقا
* وهل كانت الحياة تحتمل لولا التوهم توهمتَ قبلنا نخل السماوة نخل السماوات وتوهمتَ ان بستاناً ربما يكون امام سورها وصدقنا يومها توهمك كان ذلك قبل أكثر من عشرين عاما كنتُ جنديا مكلفا في نقرة السلمان وكنت اقرأ لزملائي الاطباء قصيدتك عن نقرة السلمان وبدأت الحرب ومثلك صلينا على اعتابها في ساعة الخطر ولكن الخطر لم يكن الاعدام بل القصف الامريكي الذي لم يبق ولم يذر ونقصنا واحداً ممن سمعوا القصيدة هو د .عبدالرحمن ، والان بعد اكثر من عشرين عاماً حيث يزداد سورها ضيقاً وصحراؤها المكتظة بالذئاب اتساعاً يتمنى المرء لو ان حبلا التفّ على عنقه او شظية اصابته في مقتل او ذئباً افترسه غير ملوم قبل ان يرى الامر يؤول الى هذا المآل حيث أصبحنا عاجزين حتى عن التوهم وانقرض الحلم في ما انقرض من نفائس العراقيين والعرب .
|