سعدي يوسف دائماً ، في الغروبِ ، تبدأُ أسوارُ القِلاعِ التنفُّسَ . إنتهتِ الحربُ ، منذُ قرنَينِ أو عشرينَ قرناً ، لكنها فَجأةً تعودُ إذا ما هبطَ الليلُ ، يُوقِدُ الـجُنْدُ في الأبراجِ قنديلَهم ، بعيداً عن الريحِ ، ويبكون وحدَهم .
سوف يأتي الرسولُ ، حتماً سيأتي ، حاملاً رأسه على رأسِ رُمْحٍ . ربما كان متعَباً ، فغَفا بانتظارِ أن يورِقَ الرمحُ مع الصبحِ . هل تُراهُ سيستيقظُ ؟ والـجُنْدُ في البُرْجِ ، وقنديلُهُم تخافَتَ ، والصبحُ لم يجيءْ ، والرسولُ الذي سيأتي وقد ثبّتَ بالرمحِ رأسَه ، بَعْدُ لم يأتِ . إذاً ، ما الذي سيفعلُهُ الجندُ في الصباحِ الـمُنَدّى ؟ ما الذي يفعلون ؟ * توْقِفُ أسوارُ القلاعِ التنفُّسَ والقنديلُ فحمٌ في الماءِ والريحِ . الحروبُ انتهتْ ولكنها سوف تنادي جنودَها دائماً كلَّ مساءٍ وسوف يأتي الجنودُ . .................. .................. .................. دائماً دائماً سيبكي الجنودُ . عمّان 14.12.1992
|
اخر تحديث الأربعاء, 30 أكتوبر/تشرين أول 2013 21:09 |