قال لي الرفيق حِـمراس الموظف بوزارة التربية والتعليم الجزائرية : سوف ارسلُك إلى مدينةٍ جزائريةٍ ذات بلديةٍ شيوعيةٍ ! كان ذلك في العام 1964 . وقد وصلتُ الجزائر بعد رحلةٍ طويلةٍ ، من بيروت بحراً إلى الإسكندرية ، ومن الإسكندرية براً إلى ليبيا ، تونس ، فالجزائر. في الجزائر العاصمة ، ذهبتُ إلى صحيفة " الجزائر الجمهورية " ، صحيفة الحزب الشيوعيّ الجزائريّ. Alger Republicain سألتُ عن هنري أليغ . كان في فرنسا . استقبلني بوخلفة ، وعبد الحميد بن زين . قال لي بوخلفة: سنـوصي رفيقنا ، حِمراس ، بكَ ، خيراً . ( لم أرَ الرفيق بن زين ثانيةً إلاّ في عدن أواسط الثمانينيّات حينَ حلَّ هناك زائراً ). وهكذا وصلتُ سيدي بلعباس ، بالقطار. نزلتُ في" أوتيل متروبول". وفي صباح اليوم التالي ذهبتُ إلى " ثانوية الجلاء " حيثُ كنتُ عُيِّنتُ مدرِّساً للّغة العربية :شيخاً ! * في سيدي بلعباس ، القيادة العامة لـ " الفرقة الأجنبية " الشهيرة. الدرك الوطني الجزائري يستعمل الآن المقراتِ التي تركها الفرنسيون. في ثكنات الدرك الوطني كانت اللافتات ، وعلامات الطريق باللغة الفرنسية. في أحد الأيام زارني ضابـطٌ بالدرك الوطني وقال : نريد أن نعرِّب اللافتات والعلامات . وأنت الشيخ ... كيف؟ أخذني معه إلى الثكنات. كانت هناك عُلَبُ " بوية " وأكثر من فرشــاة . وكان عليّ أن أرتقي سلّماً متنقلاً. لأسبوعٍ كاملٍ اشتغلتُ متطوِّعاً. لا أدري كيف بدا خطّي بالبوية ... لكنّ ثكنات الدرَك الوطنيّ الجزائريّ ، صارت تتكلم باللسان العربيّ . الشيخ الخطّاط سعدي يوسف !
|