الشيوعيّ الأخيرُ يغادرُ عَـمّـان |
|
|
كاد الشيوعيُّ الأخيرُ يضيعُ في عَمّانَ ... عَشراً كانت السنواتُ : فارَقَها ، ولم يأْسَفْ لِـما فَعَلَ الفراقُ ، فربّما كانت حديقتُهُ من الصبّارِ ، أو كانت سفينتُهُ من الورقِ الـمُـقَـوّى. ربّما لم يُحْسِن الإصغاءَ للنجمِ البعيدِ ، ورُبّــما ... .................. .................. .................. كان الشيوعيُّ الأخيرُ يدورُ من جبلٍ إلى جبلٍ ودُوّارٍ وآخرَ ؛ كان يسألُ عن رفاقٍ طالَ ما أنسَــوهُ ما فعَلَ الرصاصُ بهِ ويسألُ عن موائدِ حانةٍ لَـمّا تَـعُــدْ مفتوحةَ الأبوابِ ، دارٍ للنقاباتِ ... المدينـةُ راكَمَتْ عجلاتِها الصفراءَ ، آلافاً وأعْلَتْ عاليَ الأبراجِ . لم تَعُدِ المدينةُ مثلَ ما فارقْـتَها يا صاحبي ، و " الأزرعِيُّ " رفيقُكَ الأبديُّ غادرَ " إربِدَ " ... الدنيا تبدّلتِ البلادُ غريبةٌ ... غادِرْ ! وحاذِرْ أنْ يرى أحدٌ بها ... وجهَ الشيوعيِّ الأخـــير ! لندن 27.07.2009
|