نهارُ أربعــاء طباعة

النهارُ اختبأتْ غزلانُهُ في وهدةِ الدّغْلِ . ومنذُ الصبحِ كانت  عَتْمةٌ ليليّةٌ . لا صوتَ من طيرٍ
ولا خطوةَ من طفلٍ ، ولا هفّةَ ثوبٍ . قطّةٌ مثقلةٌ في جانب السور  أرَتْني أنّ ما أشهدُهُ ليس
خرافيّاً . هو المشهدُ يومَ الأربعاءِ . النسوةُ اعتَدْنَ طوالَ العُمْرِ ما اعتَدْنَ : لقاء الشاي في القاعةِ
حيث الشاي يبدو عكِراً ، نصفَ حليبٍ ، فاتراً ... سوف تجيءُ اليومَ فِكتوريا بما قد وعدتْ:
كعكاً بلا طعمٍ و لا لونٍ . ستصطفّ الكراسي ، مثلَ ماكانت هنا ، منذ الثلاثيناتِ . حتى
ورقُ الحائطِ منقوشٌ بما أبدعَه أهلُ الثلاثيناتِ . في الزاويةِ المذياعُ . لا صوتَ ، ففي الآذانِ وقْرٌ
من دبيب العُمْرِ .مَنْ يأتي هنا في غفلةٍ كي يقلبَ المشهدَ؟
شيءٌ واحدٌ :
سيّارةُ الإسعافِ ...

لندن 16.03.2011