الأصواتُ تأتي من عروق الذهب طباعة
 

ليست الذكرى هي التي تُلهِمُ وتُلْهِبُ . الذكرى ، وحدَها لا تكفي . أقولُ لكَ  إنني أريدُ أن أستعيدَ . سأستعيدُ
ما ليس يُستعادُ. قالت لي : زُرْني تجدْني ، أنا في المنزل ذي الحديقة المهملة . أعشابي تنتظرُ . والماءُ منقطعٌ منذ عامٍ.
المنزل في الضاحية اللندنية كان مَشْغَلاً ومتحفاً . قلتُ : أين ؟ قالت: الأريكة الضيّقة . اجلسْ ولا تتحرّكْ. لا تَقُلْ
حتى كلمةً واحدةً. كنتُ غائباً عمّا هو حاضرٌ . الهواءُ حولي ليس هواءً . رائحةٌ فقط. لكنها لا تستعمل العطور.
من أين الرائحةُ ، إذاً ؟ قالت وهي تواجهُني ، جالسةً على الأرض المفروشة بحَشِـيّـةٍ صغيرةٍ خفيضةٍ :أغمِضْ
عينيك !
فتحتْ أزراراً في ســروالي.
كنتُ مغمَضَ العينين.
قبلَ أن أُغمِضَ عينيّ ، رأيتُها ترتدي ثوباً عريضاً ذا أزهارٍ غريبةٍ ، وألوانٍ ليستْ من لندن الكابية .
أحسستُ بشفتَيها تنطبقانِ.
بدأتُ أئِنُّ.
كانتْ تَرضَـعُـنـي.
الحليبُ . حليبي . تدفّقَ كالنافورة !

براغ  17.04.2011