تــــنويـــعٌ طباعة

ولا جازَ في هارلِم ولا جازَ في دمي ولا جازَ في الدنيا ولا جازَ في التي ولا في اللُّـتَـيّا كانَ ثلجٌ وسُـكّرٌ يدورانِ هُوناً في دمي كنتُ أشهدُ البراري كثيفاتٍ بما يُشبِهُ القنابلَ المستدقّاتِ القنابلُ
غابةٌ من الخيزرانِ الليلُ داجٍ ونجمةٌ من المعدِنِ الذّرِّيّ كانت تشعُّ النورُ يهذي أناملي مطقطِقـةٌ
والثلجُ في الدمِ أتّقي خناجرَ تُلقَى من سماءٍ خفيضةٍ وأهمسُ هل آوي إلى البئرِ ؟ هل أرى المياهَ ليَ
الـمَنجاةَ؟ أم أنّ جُـبَّـتي نجاتي ودرعي ... أمسِ أســريتُ جائعاً وظمآنَ في تيهٍ حَمادٍ
ولم يكنْ لديّ ســوى ذيلِ الجوادِ الذي قضى من الصَّهْدِ والطاعونِ هل سوف أبْلغُ التخوم؟
أرى في الـبُعْدِ بضعَ حمائمٍ تحومُ هل الطيرُ الـمُـحَـوِّمُ  مَـشأمٌ وإنْ كان سرباً من حمائمَ
ربما سأهديكِ عِقداً من عيونِ سلاحفَ انتظرتُ طويلاً أن أراكِ وليس لي سواكِ ولكنّ السلاحفَ
لم تَعُدْ تحجّ إلى تلك الشواطئ لم تَعُـدْ تحجُّ إلى تلك الضفافِ بحضرموتَ الجياعُ استنفَدوها
يأكلون لحومَها وأعناقَها حتى الدروع يرونَها دروعاً لحربٍ ربما كنتُ آكلاً وإيّاهمو لحـمَ
السلاحفِ ربّما ولكنني أمسَيتُ ميْـتاً فلم أجد ســوى سُلْـحَــفاةٍ تحملُ الماءَ في فمٍ
دقيقٍ  لقد جاءتْ لتغسلَ ميّتاً غريباً تناسـَــتْـهُ القبيلةُ ولتَكُن  أخاديدُهُم برداً سـلاماً
نعم نعم ولا جازَ في هارلِم ولا جازَ في دمي ولا جازَ في الدنيا ولا جازَ في التي ولا في اللُّتَيّا
كنتُ أمشي مضَيَّعاً
قويّاً
وأمشي مسرِعَ الخطْوِ
حافياً
زجاجُ البراكينِ القديمةِ أسوَدٌ وحادٌّ
وشمسٌ من رصاصٍ وقرمزٍ تظللني
لكنني أقطَعُ القفرَ واثباً
أنيقاً
وأدنو من يديكِ
وأهدأُ ...

برلين 21.06.2010