تلك البلدة الصينيةُ على النهر طباعة

تلك البلدة الصينية التي لم أتأكّد من اسمِها حتى اليوم: وِي- يو ؟ يو- وِي ؟
تلك البلدة الصينيةُ التي على النهر ، القريبة من شنغهاي ، كم أودّ العودةَ إليها !
أودُّ العودة إليها مقيماً لا زائراً.
صديقي الصينيّ إدوارد سمّاها قريةً .
لماذا ؟
قال: سكّانُها ثلاثة ملايين !
قلتُ مبتسماً : لكنّ في أوربا عواصمَ يقاربُ عددُ سكّانِ الواحدة منها ، عددَ سكّان وِي-يو!
ضحكَ إدوارد : لكننا في الصين ...
*
كنت في فندقٍ صغيرٍ هناك ، فندقٍ ملتصقٍ بحديقةٍ عامّةٍ على ضفة النهر . أخرجُ مع جوان من الفندق ، فنخترق الحديقةَ لنصل إلى الضفةِ ، ونسير على امتداد الضفة لنبلغَ الجســر الذي يصلُ بين جانبَي المدينة. نحن نريد العبورَ إلى الجانب الآخر ، حيث الأسواق والمطاعمُ والبرج القديم ذو الألف عامٍ.
وأنا أعبرُ الجسرَ ، هنا ، أحسستُ بما يشبه العبور من الرصافةِ إلى الكرخ .
قطعتُ جسوراً كثيرةً في هذا الكوكب ، من جسرٍ على نهر ألدرينا إلى جســر بروكلِن،
لكنّ إحساسَ العبورِ من الرصافةِ إلى الكرخ لم يأخذني معه ، إلاّ هنا .
كنا نعبر الجسرَ ، لنتناولَ فطورَ الصباح ، فالفندق الصغير لا يقدمُ أيّ وجباتٍ . إنه فندقٌ صغيرٌ حقاً ، لا يكلفنا المبيت فيه سوى عشرة جنيهات بريطانية لغرفةٍ ذات سريرَين.
في الصباح الأول ، لم نستدلّ على مكانٍ يقدم فطوراً. وقفنا عند دكّانٍ . طلبتُ زجاجة بيرة وكعكةً . جوان طلبت عصيرَ فاكهةٍ وكعكةً . لا موضع جلوسٍ . جاءت زوجة صاحب المحل مع طفلِها . قدّمتْ لنا كرسيينِ واطئينِ ، وطرَفينِ من قصبِ السكّر . جوان ترى قصب السكّر للمرة الأولى. الطفل المتوجسُ شــرع يلعب معنا.
إدوارد اتّصلَ بنا عبر الموبايل : أين أنتما ؟
أعطينا المرأةَ الموبايل لترشدَ إدوارد إلينا.
*
صباح اليوم التالي أفطرْنا مع الطلبة والموظفين الذاهبين إلى أعمالِهم في واحدٍ من تلك " المطاعم"
السفريّةِ التي تشتهر بها الصين .سأعودُ إلى تلك البلدةِ التي على النهر ، لأعبرَ الجســــر!