مصـطـبةُ الـبُحــــيرةِ طباعة

المرأةُ ذاتُ الأعوامِ الخمسةِ والتسعين تشاركني مصطبةً عند الشاطئ . كانت سفنُ النزهةِ تنتظرُ الركّابَ  ، إلى لحظةِ  إقلاعِ  الـمَرْكبِ " موبي دِكْ" . والمرأةُ ذاتُ الأعوامِ الخمسةِ والتسعين
تُـتَـمْـتِمُ أغنيةً عن أُذُنٍ لا تسمعُ . عن أطرافٍ لا تنفعُ. عن أرصفةٍ تتذكّــرها الآنَ.
تقولُ المرأةُ : لم يكن المشهَدُ قبل سنينَ كما تشهدُه  الآنَ .لقد قطعوا  الأشجارَ ، وكانت
تحجِبُ مرأى الماءِِ.و ها أنت ترى أن الدنيا تتغيّرُ.
 هل تعرفُ ماذا كانت هذي الضاحيةُ النهريّةُ من برلينَ الأصليّةِ ؟
لم تكُ شيئاً. وأقولُ لك : الآنَ ... الضاحيةُ النهريةُ لا تعني لي شيئاً
أعوامي الخمسةُ والتسعون  تُـسَـمِّـرُني ، جنبَكَ ، عندَ المصطبةِ.اللعنةُ!
 أطرافي لا تنفعُ .
 أذني لا تسمعُ .هل تســمعُني ؟
......................
......................
كانت  شمسُ أصيلٍ صيفيٍّ ، تلعبُ في وجه المرأةِ ذاتِ الأعوامِ الخمسةِ والتسعينَ .
 وكنتُ
عميقاً أُنصِتٌ ...
كنتُ
بعيداً أســري في أعوامِ المرأةِ ذاتِ الأعوامِ الخمسةِ والتسعين.
أنظرُ في الوجهِ المتورِّدِ تحتَ الشمسِ الصيفيّةِ
أنظرُ في الشاطئ ...
......................
......................
......................
كان  الـمَـرْكبُ " موبي دِكْ "
يُقْـلِعُ.

برلين 27.06.2010