" يوميّات روما " ، أو " قصائد إيروتيكيّـة " ، هي مجموعةٌ صغيرةٌ من قصائدَ كتبَها الشاعر الألمانيّ غوته ، عن رحلته الإيطاليّة. القصائدُ نُشِرَتْ في حياته غير كاملة ، ولم تُنشَر كاملةً إلاّ بعد وفاتِه. بل أن صديقه الشاعر شيللّر الذي كان يصدِر مجلةً أدبيةً في فايمار ،هي" دي هورن" مارَسَ نوعاً من الرقابة ، وطلبَ من غوته الامتناع عن نشرِ إحدى القصائد ، كما حذفَ من قصيدةٍ أخرى. * بإمكاننا الآن النظرُ إلى الأمر كله في ظروف القرنين الثامن عشر و التاسع عشـر بألمانيا ، معتبرين دورَ المنصبِ الرسميّ ، والوضعِ الاجتماعيّ ، لغوته ، آنذاك. هذه القصائد الإيروتيكيّةُ ، متفاوتةٌ في صراحتِها.بعضُها يمكن إدراجُه في ما اصطُـلِـحَ عليه عندنا بـ " الأيريّات " ، مثل قصائده التي تمجِّـدُ بريابوس " المرادفَ اللاتينيّ للأيـــر . بعضُها يمكن إدراجُه في الشعر الفاضح ، مثل تلك القصيدة التي كتبَها عن فينيسيا " البندقية " مقارِناً بينَ ضيقِ أحدِ أزقّتِها ، وضِيقِ فرْجِ عشيقتِه الإيطاليّة . كأنه يؤكدُ قولَ تلك الأعرابيّةِ: يريدونه ضَـيِّـقاً ، ضَـيَّـقَ اللهُ عليهم ! بعضُها تُـمْكِنُ إحالـتُــه على السـرد ، مثل تلك القصيدة التي يروي فيها كيف تعطّلت العربةُ التي كان يسافرُ بها ، فاضطرّ على المبيت في نُزْلٍ . وهناك أقامَ علاقةًً مع فتاة الـنُّـزْلِ التي تسلّلتْ إلى فراشِــه حين انتصفَ الليلُ ، ولم يستطعْ أن يمضي في عملية الحبّ معها بعد أن قالت له إنها عذراء... وثمّتَ قصائدُ يتحدث فيها عن عشيقتِه الإيطالية التي كلّفتْـه عِشـرتُها ثروةً ، كما ذكرَ صديقٌ له ، وكيف أن تلك الشابّةَ كانت تختالُ وهي في العربة في طريقِها إلى الأوبرا ... إنه سعيدٌ بأن يروي تفاصيلَ الفراشِ وما يجري فيه ، كأن في الإعادةِ إفادةً ، كما يقالُ. وهناك كلامٌ عن ضعفٍ جنسيّ كان غوته يعاني منه ، ومن هنا جاءتْ رحلتُه الإيطالية باعتبارها نوعاً من علاجٍ يبدو أنه كان شافياً. بعد عودة الشاعر من إيطاليا ، تزوّجَ فتاةً في الثامنة عشــرة ! " قصائد إيروتيكيّـة" تُعتبَر من نتاج غوته ذي القيمةِ الشِعرية العالية من ناحية الصنعة الشِعرية ، ويُنظَـر إليها أيضاً باعتبارِها جزءاً من المهمّة التي نهضَ غوته بها باعتباره " محرِّراً " ، وفاتحَ آفاقٍ في الثقافة الألمانية ، والمجتمع الألمانيّ بعامّةٍ.
|