الشــيوعيّ الأخيــرُ يُثرثِــر |
|
قالَ الشـيوعيُّ الأخيرُ وكان في مقهىً ، يُحَدِّثُ مَنْ يُحَدِّثُ مِن رفاقِ الأمسِ : يا محمودُ هل تدري بأني لا أُحِبُّ البيرةَ الســوداءَ ؟ عاماً بعدَ عامٍ بَعدَ عامٍ ، كان أهلُ بْــراغ يمتدحونَها يتَـمَـطَّـقونَ بذِكْـرِها وبِطَـعْــمِــها حتى كأنّ البيرةَ السوداءَ ماءُ السلسبيلِ بجنّةِ المأوى كأنّ البيرةَ السوداءَ كَـوثَـرُهُــم ... ولكني أداعِـبُـهُـم ، وأمضي في الدُّعابةِ : يا رفاقي لا أُحِبُّ بْــراغ ... لا أهلاً ولا بَـلَـداً ! وأنتَ ، اليومَ ، يا محمودُ ، تَشْــهَدُ كيفَ تلعبُ بالعراقِ جماعةُ بْــراغ ... * الشيوعيُّ الأخيرُ اختارَ ، بعدَ تردُّدٍ ، ما اختارَ : كأساً من نبيذٍ أحمرَ . المقهى صغيرٌ ، دافيءٌ والنارُ نارُ جذوعِ صفصافٍ تَـضَــوَّعُ كالبَخورِ البارُ من خشبٍ عتيقٍ ... ...................... ...................... ...................... ربّـما دخلتْ صديقـتُــهُ مصادَفــةً . لندن 23.02.2010
|