الـطـبـيـعــةُ طباعة

" سيمفونيةٌ صيفيةٌ "

للهواء الرطوبةُ
تلك التي لمخاضاتِ شــرقيّ كَمْبودِيا .
والغيومُ معلَّقةٌ بالكلاليبِ
والعشبُ يبدو صبيغةَ عُشبٍ .
وما كان أمسِ غصوناً ، بدا حَجَراً كالغصونِ .
الدقائقُ تضغطُ
حتى لَتشعر أن ضلوعَكَ قد تنثني .
القلبُ لا ينبضُ
الطيرُ غابَ ...
السماءُ التي تَدَّني سوفَ تُطْبِقُ .
لا ترتجفْ !
أنتَ عَوَّدْتَ نفسَكَ  أن تكتفي بالقليلِ القليلِ
وإنْ كان ذاكَ القليلُ هواءً ...
تَلَبَّثْ !
.................
.................
.................
لَكأنّ كَفّـاً ضخمةً في الشرقِ تدفعُ هامــِدَ الغيمِ.
الغيومُ تنوءُ ، مثقلَةً ،وتَرجِفُ : إنه الرعدُ الـمُباغِتُ.
فجأةً ، وبلا كلامٍ أو سلامٍ ، تهطِلُ القطَراتُ ، دافئةً
كِباراً. تسمعُ النبتَ ؟ انتبِهْ ! للنبتِ أغنيةٌ . أتسمعُها ؟
أتعرفُ أينَ صارَ الطيرُ ؟ لم تَعُدِ الحديقةُ مثلَ ما كانتْ.
وبيتُكَ لم يَعُدْ بيتاً ... لقد أمسى حريراً  شاخصاً ...
هل أنت تسكنُهُ ، أَم البيتُ الذي قد صارَ يسكنُكَ ؟
اطمَئِنَّ !
......................
......................
......................
مع البرقِ ، من جهةِ الغربِ ، جاءتْ بُحيرةُ سطحٍ
 مُعَـلَّـقةً .
والبحيرةُ زرقاءُ . تطفو مع الغيمِ أبيضَ . برقٌ شفيفٌ
ونسمةُ صيفٍ.رأيتُ السنونوَ يخْطِفُ عَبْرَ البحيرةِ .
رَقَّ الـمطرْ.
صارَ ماساً على الورقِ المترنحِ والزهرِ.
غيمٌ خفيفٌ
نثارٌ لوردٍ خفيفٍ .
لك الآنَ أن تستكِنّ !

لندن 27.06.2009