الخريف العاشــر طباعة

منذُ  عشــرٍ ، هنا في مُقامي  ، أراقبُ هذا الـخـريفَ الـمُـبَكِّــرَ :
أرقَبُ أُولى فَراشاتِ أوراقِهِ ، وهيَ تَـسّـاقَـطُ . الزّهرَ إذ يتململُ مرتبِكاً
والطيورَ التي لم تَعُدْ  تتصادَحُ  في الفجرِ . لونَ السياجِ الذي يـتبــدّلُ ...
قد صارَ لي ، منذُ عشرٍ  هنا ، منزل ٌ.صارَ لي في ارتحالِ الســحائبِ بابٌ
ومفتاحُ بابٍ . وغرفةُ نومٍ تُطِلُّ على شجرٍ يتطاولُ عندَ البحيرةِ . قد يهـبطُ
الليلُ مثلَ الرصاصِ كما اعتادَ أن يهبِطَ الليلُ . لن يُمَسِّيكَ بالخيرِ حتى السكارى
ولن تَطْرقَ البابَ حتى التي كنتَ أحببتَها. أنتَ تغفو وتعرفُ أنك في برزخٍ
لستَ تغفو .أتعرفُ ما لونُ شَعرِكَ في الـحُلْــمِ ؟ ما لونُ أسماكِ نَـهرِكَ
في الـحُلمِ ؟ ما لونُ ثوبِ الفتاةِ التي رضِيَتْ أن تُقَـبِّــلَـها قبلَ ستينَ
عاماً ؟
لقد نزلَ الفأسُ في الرأسِ ...
لستَ الوحيدَ الذي يتساءلُ ...
لستَ الوحيدَ الذي لا يرى في الليالي الطويلاتِ ...
لستَ الوحيد !

لندن 05.09.2009