اليعسوبُ الذهبُ طباعة

غيرَ بعيدٍ عن مطعم أسماكِ " الشبّوطِ اليابانيّ "
وعند سياج ممرٍّ نحو الغابةِ حيثُ ثلاثُ بُحيراتٍ ترتشفُ النورَ،
شفيفاً
 في  هذي الساعةِ من يومٍ خريفٍ ...
كنتُ أحاولُ أن أتملّى غصناً مقطوعاً قذفتْهُ الريحُ إلى أعلى السورِ
وأن ألــمُسَ ما يهجسُـهُ الغصنُ المقطوعُ عن الشجرةْ .
كانَ أصيلٌ رطْبٌ
و أرانبُ في الـمَـرْجِ
وبِضعةُ أطيارٍ ســودٍ ...
وأنا ، غُـفْــلاً ، أتَـملّــى هذا الغصنَ المقطوعَ .
أقولُ لنفسي : هل سـيُــعِــيدُ الغصنُ الدّورةَ ؟
أعني هل سيعودُ الغصنُ المقطوعُ إلى أشجارِ الغابةِ في يومٍ ما ؟
هل سيعودُ الـنُّـسْــغُ إلى اللوحِ اليابسِ ؟
هل تَـخْـضَـرُّ الأوراقُ ؟
..........................
..........................
..........................
وفي مِثلِ الخطفةِ
في مثلِ اللهفةِ
في مثلِ غيابي ... حَطَّ على إبهامي يعسوبٌ ذهَبٌ .
لم أعرفْ : هل أنظرُ أمْ أشــعرُ ؟
واليعسوبُ ...
 أهذا اليعسوبُ الذهبُ، الشــيءُ  أم الرؤيا ؟

لكنّ اليعسوبَ ، خفيفٌ ، وشفيفٌ ، وحقيقيٌّ أيضاً
ويحِطُّ على إبهامي !
إن جناحَيهِ يرِفّانِ ، رقائقَ من ذهبٍ صاغتْــه ملائكةٌ ...
ويرِفّانِ على إبهامي ، فِعلاً !
.........................
.........................
.........................
هل يعرفُ هذا اليعسوبُ الذهبُ ، القصةَ :
هل سأعودُ ، كما سيعودُ الغصن المقطوعُ ، إلى الشــجرةْ ؟

لندن 23.09.2009