ثلاثة ثعالبَ تلعبُ فــي ضوءِ القمرِ طباعة

في الساحةِ الخلفيّةِ الخضراءِ للمبنى
( وأعني الـمَـلـجأَ البلديَّ حيثُ أعيشُ )
كانت فضّـةٌ تَـنْـهَــلُّ من بَدْرٍ حقيقـيٍّ
( كما في الرسمِ أو في السينما )
حتى كأنَّ الليلَ قُطـبِــيُّ النهارِ
وأننا في سينما صيفيّــةٍ ...
والعشبُ ، حتى العشبُ ، يلمعُ في بياضٍ أخضــرَ
الأشجارُ نائمةٌ على أغصانِها الـعُريانةِ ،
الليلُ الذي أحْـياهُ منتصِفٌ ،
وأســمعُ صيحةً مجهولةً من طائرٍ  ...
..................
..................
..................
في بغتةٍ
في لحظةٍ بيضاءَ
في نُعْـمَـى مبارَكةٍ
 رأيتُ ثعالباً يلعَـبْــنَ تحت شُـجَــيــرةٍ تتوسَّطُ البستانَ
قد كنتُ اتَّـرَكْتُ لهنّ زاداً في المســاءِ .
طَـعِـمْــنَــهُ ،
وتركْــنَ صحني فارغاً ، متألِّــقــاً ، في نورِ بستانيّ الســماويّ .
الثعالبُ كُنَّ يلعَـبْــنَ
السماءُ خفيضةٌ
والأرضُ بيضــاءُ ...

لندن 30.01.2010