الشيوعيّ الأخيرُ يرفضُ عملاً طباعة

قال الشيوعيُّ الأخيرُ :
حقيقةً ، إني بلا عملٍ ... ومنذُ سنينَ أبحثُ ؛
غيرَ أني أرفضُ العملَ الذي حدَّثـتَـني عنهُ ...
· الصباغةُ مِهنةٌ ...
- لكنها ليستْ تناسبُني ...
كأنك لم تصافحْني ، ولم تعرفْ هواءَ رفوفِ مكتبتي ،
كأنك لم تكنْ يوماً رفيقي في الخـلِـيّــةِ !
( نحن كنّا آنذاكَ نقودُ إضراباً ... أتذْكرُ ؟ )
كيفَ يا ولَدي ...
أصَـبّـاغَ الوجوهِ تريدُني ؟
لو شِئتَ أن أمضي لأصبغَ كلَّ بيتٍ في العراقِ مضَيتُ ...
لكنْ ، كيفَ أصبَغُ أوجُهاً خَزِيَتْ
وأقنِعةً
وحشْداً من رؤوسِ الوحْلِ والرَّوثِ الطريّ ؟
تريدُني أن أُخفِيَ الأشياءَ ؟
أن أُرخي القناعَ حقيقةً ؟
أن أخدعَ الأبصارَ ؟
...................
...................
...................
حقّـاً ...
نحن نمشي في حديقةِ ساحراتِ الموتِ ؛
لكني الشيوعيُّ الأخير ...

لندن 14.07.2006