الشيوعي الاخير يدخل الجنة |
|
كان الشيوعيّ الأخيرُ مؤرَّقاً في ليلةِ الأحدِ ، الصديقةُ غادرتْ ظُهراً إلى باريس ، والمطرُ الخفيفُ يجيءُ أثقلَ ، لحظةً من بعدِ أخرى . والنبيذُ الأستراليّ الذي قد كان يكرعهُ بأقداحٍ كبارٍ كادَ يصرعُهُّ ! وجاءته المصيبةُ عند بطّاريّةِ السيّارةِ. الأشياءُ قد همدت؛ فماذا يفعلُ الآنَ ؟ الشيوعيّ الأخيرُ مضى يُنَقِّبُ في الرفوفِ العالياتِ ... وثَمَّ أتربةٌ على الكتبِ العتيقةِ. ثَمَّ نسْجُ العنكبوتِ ، وما تبَقّى من جناحَي نحلةٍ. لكنه استَلَّ الكتابَ وراحَ يقرأُ : أمْرُنا عجَبٌ ! مَلاكٌ جاءَ يصطحبُ الشيوعيَّ الأخيرَ إلى جنانِ الخُلْدِ ... قالَ له : لقد طوَّفتُ في الآفاقِ سَبْعاً ، كي أصادفَ طاهراً . كان الذين رأيتُهم قوماً عجيبينَ ... الصلاةُ وكلُّ شـيءٍ. غير أني كنتُ أسألُ عن عقيقِ سَجيّتَينِ : الطُّهرِ والعدلِ. السماءُ تفتّحتْ ... فلْننطلِقْ ، لتكونَ في الفردوسِ بعدَ دقيقةٍ ! كان الشيوعيّ الأخيرُ مكوَّماً فوقَ الأريكةِ هاديءَ الأنفاسِ مبتسماً ... كأنّ روائحَ الفردوسِ تُفْـعِـمُ قصرَهُ الليليَّ حقّاً ! لندن 2006.05.28
|
اخر تحديث السبت, 08 ماي/آيار 2010 09:41 |