الشيوعيّ الأخير يشــتري قميصاً طباعة

ظلَّ الشيوعيّ الأخيرُ ، هو ، الفقيرَ ...
فإنْ تدَبَّـرَ أمرَهُ يوماً ، وصارَ المالُ يملأُ جيبَــهُ
( تأتي مُصادفةً )
تأبَّطَ مالَهُ
ومضى يبدِّدثهُ : المقاهي والمطاعمُ ،
والصديقاتُ اللواتي صِرْنَ قد أحبَـبْــنَــهُ تَـوّاً ...
ورُبّـتَـما تذَكّـرَ أمرَهُ
- أن يشتري ، مثَلاً ، قميصاً !
..........................
..........................
..........................
كم أحَبَّ السوقَ !
تلكَ الواجهاتِ ، وباعةَ السِّـلَعِ الـمزوَّرةِ
الصبايا العاملاتِ
وذلكَ الصعلوكَ عندَ المدخلِ الخلفيّ للبارِ العتيقِ ...
وكم أحَبَّ مصاطبَ السوقِ !
العجائزُ ، والسكارى الصُّبْحَ ، والأطفال ...
والشجرُ الذي ما زال يَعْبَقُ بالندى الليليّ ...
ينتبهُ الشيوعيُّ الأخيرُ :
ألَمْ أجيءْ كي أشتري شيئاً ؟
قميصاً رُبَّــما ؟
........................
........................
........................
يدنو من البارِ العتيقِ
يُمازِحُ الصعلوكَ ...
يدعوهُ إلى كأسٍ ، وصحنِ فطائرٍ بالـجُـُبْنِ
ينتبذانِ زاويةً .
ومثلَ البرقِ يقتنعُ الشيوعيُّ الأخيرُ بأنّ لونَ قميصِهِ أبهى
وأنّ تجارةَ القمصانِ ليستْ شــأنَـهُ ؛
أنّ الحياةَ تريدُهُ حُرّاً ، وأحمرَ
أنّ لونَ قميصِهِ سيظلُّ أحمرَ
قانياً ،
ولْتسقط القمصانُ
إنْ كانتْ ستَعْـرِضُ بَيعَــهُ ، هوَ ، في مَزادِ الســوقْ ...

لندن 05.06.2006