الشيوعيّ الأخير يتطوّع .... طباعة

أمضى الشيوعيُّ الأخيرُ ، الليلَ ، معترِكاً مع الجاثومِ ...
كانت طائراتٌ تخطِفُ الأطفالَ من نُعْمى أسِــرَّتِهِم ، وتعلو في الهواءِ
لتقذفَ الأطفالَ
نحوَ بيوتِ أهليهِم ،
وكان الوردُ والرمّـانُ يسترُ وجهَ " حَيِّ السـلَّـمِ " المنخوبَ بالطلَقاتِ ...
ثَـمَّ مَساحبٌ للـمَرْكباتِ العسكريّةِ
ثَـمَّ مدافعٌ طلعتْ من البحرِ
السماءُ ثقيلةٌ حمراءُ
شمسٌ في الهواءِ القرمزويّ تكادُ تذوبُ ...
لُبنانُ الـمُـوَلْوِلُ يدفعُ الأمواجَ مُـدَّرِعاً
ويغطِسُ في القرار ...
........................
........................
........................
يقولُ " س "  :
كأننا في 82 ...
يا ما أعذبَ الذكرى !
تطَـوَّعْـنا
وقاتَـلْـنا
وكنّا نحرسُ الرمّانَ في بستانِ " حيِّ السُّـلَّـمِ " ...

*
شهداء عراقيّون

كانوا أربعةً في حيّ  السلَّـم
قنّاصي دبّاباتٍ
ورواةَ قصائدْ
كانوا عشّاقاً لفلسطينَ
رفاقاً في بغدادِ
وأمسَوا أشجاراً في " حيّ السلّم "
أربعةً كانوا في حيّ " السلّم " .

 بيروت  05.08.1982

..........................
..........................
..........................

الأعوامُ أيّامٌ
وهاأنذا أُثَبِّتُ خطوتي
متطوِّعاً
وأسيرُ منحدِراً مع الأنهــار ...

لندن 16.07.2006