الشيوعيّ الأخير يدخلُ في النفَق طباعة

كان صباحاً صيفيّـاً حقّــاً ؛
جارتُهُ خرجتْ من بابِ الدارِ ، وقد كشفَتْ للشمسِ خميصَ البطْنِ
بنصفِ قميصٍ ...
والوردُ الإيرلنديُّ تَفَـتَّـحَ كالبرقِ ،
وجاءَ النحلُ ليمتصَّ رحيقَ بنفسجةٍ
وتَرَجَّحَ سنجابٌ من غصنِ صنوبرةٍ دانٍ
وتَبَدَّتْ في الـمَرْجِ خيولٌ تلعبُ .
.......................
.......................
.......................
كان صباحاً صيفيّاً حقّاً ...
ويفكّـرُ " س " : لماذا أجلسُ وحدي ؟
فلأذهبْ صوبَ النهرِ ...
أراقبُ موجاً يتطامَنُ بين نسائمَ هادئةٍ وزوارقَ من لوحٍ فضِّـيٍّ ،
وأرى الفتَياتِ يُلاعِبْنَ الفِتيانَ على العشبِ
وأسمعُ أغنيةَ الموسيقيّ الجوّال ،
وأختارُ كتاباً من كتبٍ مستعمَلَةٍ
وأسيرُ على مهلٍ
أضحكُ للدنيا !
......................
......................
......................
كان صباحاً صيفيّاً حقّــاً ...
لم يتحرّكْ " س "
ظلَّ على جلستِهِ بالشُّرْفةِ .
لم يُتْـمِـمْ قهوتَــهُ
لم يُنصِتْ للموسيقى .
أمسِ ، تلَقّى ، عبرَ الإنترنَتْ ، الخبرَ :
الأمريكيّونَ أقاموا حفلةَ قتْلٍ لعراقيّينَ شبابٍ .
- أينَ ؟
- متى؟
*
كارل ماركس تنبّــأَ :
إنّ الـخُـلْـدَ الأحمرَ يحفرُ في النفقِ .

لندن 09.06.2006