الشيوعيّ الأخير يُشعـلُ عودَ ثقّابٍ طباعة

مقهى رصيفٍ في ضواحي لندنَ الغربيّةِ
المقهى صغيرٌ
فيه طاولتانِ : واحدةٌ بها شابّانِ وامرأةٌ
وأخرى كان ينتظرُ الصديقةَ عندَها …
قالت له ( ولْـنَفترِضْ أن اسمَها ليلى ) :
أكونُ ، لديكَ ، في المقهى ، إذا انتصَفَ النهارُ ؛
فلم تجيءْ.
مرّتْ دقائقُ عشــرٌ ،
الشابّانِ  راحا في سبيلِهِــما
وتلكَ الـمرأةُ استلّـتْ كتاباً من حقيبتِها …
وفَـكَّـرَ " س " :
إنْ لم تأتِ  ليلى بعدَ خمسِ دقائقَ … استغنَيتُ عنها ،
عن ضفيرتِها ،
وعن تلك المواعيدِ التي قد أخْـلَـفَـتْـها كلَّــها .
………………
………………
……………….
لم تأتِ ليلى!
المرأةُ الأخرى أشارتْ تطلبُ الثقّابَ.
أدركَ " س "  أنّ الأرضَ واسعةٌ
وأنّ الخيرَ في ما اختارت الدنيا …
تَحَــوَّلَ
أشعلَ الثقّابَ
أدنى وجهَهُ من وجهِ تلكَ المرأةِ الأخرى
وقالَ : أتسمحين؟

لندن 13.06.2006