مـطعمٌ شِـبْــهُ أميركيّ طباعة
كان المطعمُ  ، شِـبْـهَ أمَيركيٍّ ،  في كِنْـجزْ سِـتْرِيت ، بهامَرْسْـمِث
King’s Street in Hammersmith
المطعمُ كان يقدِّمُ مَشويّاتٍ :
أجنحةً  ، وضلوعاً ، وإلخ ...
ويقدمُ أنبِذَةً ليستْ غاليةً
وأرائكَ جِلْداً ...
لم أعرفْ إسمَ المطعمِ
لكني أســرعتُ  لأدخلــهُ  ...
أُجْلِسْتُ إلى المائدةِ الرابعةِ .
............................
............................
............................
المرأةُ قد تتأخّرُ
المرأةُ قد تأتي
المرأةُ جاءت ...
جاءتْ ضبطاً في السابعةِ  .
المعطفُ أسودُ
خُصلةُ شَعرٍ فاحمةٌ تتدلّى فوقَ جبينِ الفضّةِ  .
قالتْ ناديةُ العَـجـلى : لم أتأخّرْ .
ألقت بحقيبتها الرقطاءِ على كرسيٍّ
غاصتْ في دفءِ أريكتِها
واختارتْ أن تجلسَ  ، نصفَ مُلاصِقةٍ ، جنبي ...
قالت ضاحكةً :
كان قطاراً مزدحماً ...
.............................
.............................
.............................
لم أدْرِ  لماذا أحسستُ بغيمةِ أدخنةٍ  تتدلّى من سقفِ المطعمِ
ولماذا كان هديرٌ من طيَرانٍ يخترقُ الجلســةَ ...
قلتُ لها :
ناديةُ ...
المطعمُ مختنقٌ  !
قالتْ لي ضاحكةً :
وحدَكَ أنتَ الـمُختنقُ  الآنَ ...
ضحكتُ ...
..........................
..........................
..........................
بعد الكأسِ الأولى لنبيذٍ إسبانيٍّ مجهولٍ
بدأتْ ناديةُ العزفَ على وترٍ منفردٍ :
ما أجملَ أن نسكنَ في الوطنِ !
العائلةُ
الشايُ صباحَ العيدِ
الفاكهةُ الأحلى
طَعْمُ الماءِ
المطرُ الـمُوحِلُ
تلك الشمسُ القاتلةُ ...
الحشــراتُ ،
الثلجُ على القِمَمِ
السمَكُ الفضّــةُ في الوديانِ  ...
أتعرفُ  أني الآنَ  أُحِسُّ  بأني امرأةٌ  أُخرى ؟
حقاً ، قد عُدتُ  إلى بيتي بالضاحيةِ البيضاءِ
ولكنّ البيتَ هنا  لم يَعُدِ البيتَ ...
البيتُ هنالكَ حيثُ الأسلافُ ينامون طويلاً !
.............................
.............................
.............................
هل تعرفُ ، يا سعدي ، أني في لندنَ أختنقُ ؟

لندن 29.02.2008