أســـرارٌ بســيطـــةٌ طباعة
أُسِــرُّكَ :
نحنُ ، الرجالَ الوحيدينَ ،
نفعلُ  ما ليس يمكنُ أن تتصوّرَ
كي لا نظلَّ رجالاً وحيدينَ ...
خُذْ مثَلاً  :
إنني أتهيّــأُ في الفجرِ  ، أُرهِفُ سمعي لأوّلِ طيرٍ .
تقولُ : وماذا ؟
انتظِرْ لحظةً يا صديقي !

وأمسِ ، بمفترَقٍ للقطاراتِ ، قبّلتُ ناديةَ القُبلةَ المتعجـلةَ ،
النارَ ...
كان  نبيذُ الظهيرةِ ( من أستراليا البعيدةِ ) محتدِماً في العروقِ
وفي شفتَيها ...
وكنتُ أراهنُ أني سأمضي إلى بيتِها ذاتَ يومٍ  !
غريبٌ .
مُغَنٍّ وحيدٌ
وقيثارةٌ كهربائيّـــةٌ ...
وحينَ وقفتُ ببابِ المحطةِ  جاءَ الــمطرْ ...

أُسِــرُّكَ :
إني أشِــذِّبُ  ، ظُهراً ، حديقةَ بيتي
وأقتلِعُ الضارَّ من عُشبِها
وآتي لها بالسمادِ
وبالـحَبِّ كي يهبطَ الطيرُ فيها  .
أقولُ : لآدمَ أن يحتفي بالأديـمِ  ...

وثالثةً ، يا صديقي ، أُسِــرُّكَ :
بعدَ غدٍ
سوفَ أمضي إلى الساحةِ
الرايةُ  الفوضويّــةُ ُ لي ...
سوف أرفعُها ، عالياً ، في مهَبِّ الرياح !

لندن 15.05.2008