مرحباً ! كيف جئتَ إليّ ؟ وكيف اهتديتَ إلى مَكْــمَني ( منزلي ) في الضواحي القـصيّـــةِ حيثُ التلالُ التي تشبه الغيمَ ، تُخفي الـــمنازلَ والناسَ ؟ حيــثُ البحيراتُ تُنْبِتُ أشجارَها وهي مقلوبةٌ في المـــساءِ المبَـكِّـــرِ، حيثُ الطــيورُ تُحَدِّثُــني ( مثل ما في الأساطيرِ ) . حيثُ الأغاني كلامْ ... مرحباً ! بَـعُدَ العهدُ والــودُّ . حتى الـمِـهـَفّــةُ من سعفةِ البيتِ ( تلك التي قد أتيتَ بها لـتُصالِـحـني ) فقدتْ في الطـريقِ الطويلِ الروائحَ والنقشَ. أرجوكَ ألاّ تحاولَ ... لكنك الآنَ تَطرقُ بابي . المســاءُ هــنا موحشٌ . والرياحُ من الأطـــلسيّ . وما عادَ يملأُ هذي السماءَ الثقيلةَ إلاّ الغمام ْ ... مرحباً ! لا رياحينَ عنديَ أفرشُها في طريقـِكَ . لا ناقةٌ لي ولا جَــمَـلٌ . فادخُلِ الآنَ . أبوابُ بيتيَ مفتوحةٌ دائماً . ثمّتَ الخـــــبزُ والماءُ والدفءُ . لكنني أتوسَّـــــلُ : إنْ أنا أغمضتُ عينيَّ دَعْـني ... ونَـمْ أنتَ ! أرجوكَ ، دعني وشأني ، ولا تَـدخل الـحُـلْـمَ . أرجوكَ دعْني أنام ... لندن 06.10.2006
|