البازنِـيـنُـو The Dragonfly طباعة

يجيءُ مع الصيفِ ، في أوّلِ الصيفِ ،
 مثل الفُجاءاتِ
 في عالَمٍ ألِفَ الشمسَ غائمةً ،
 والجداولَ نائمةً ،
 والحياةَ احتضاراً طويلاً .
يجيءُ ، وليس له غير أجنحةٍ كالمرايا الشفيفاتِ .
 أجنحةٍ كفصولِ الطبيعةِ ، أربعةٍ . 
غير أنّ المرايا تشِفُّ إلى أن  ترى النـورَ
في عُمقِها البَضِّ يغدو  خطوطــاً من الوهمِ .
 في الجدولِ ، الماءُ منزلِقٌ .
 والشجَيراتُ تلعبُ ، مقلوبةً فيهِ .
 هَـفّةُ حُلْمٍ ...

ويندفعُ البازنينو على المــاءِ .
 ليس على الماءِ .
 ينزلقُ البازنينو على الماءِ .
 ليس على الماءِ .
صار الهواءُ هو الماء .
والماءُ صارَ
هواءً .
 ويندفعُ البازنينو ، فتَرجِفُ تلكَ الشجيراتُ مقلوبةً .
 ثّمَّ أجنحةٌ  ، كفصولِ الطبيعةِ ، أربعةٌ ،
 تجعلُ الكونَ مرتعشـاً .
تجعلُ الكونَ ما لم يكُنْ أبداً .
إنه البازنينو على اللوحةِ الهندسيةِ ،
 أزرقَ ،
 أبيضَ ،
 رؤيا زجاجٍ مَسيلٍ تطيرُ مع الريحِ .
 والبازنينو
مع الريحِ ،
 أقوى من النّســرِ ، أســرعَ  .
 والبازنينو له  الحُلمُ وَكْنٌ .
 سيصحبنا البازنينو إلى أن نريحَ رؤؤساً مُدَوَّخـةً
فوق ريشِ الـمخدّةِ .
 إذّاكَ يأتي لنا البازنينو ،
 فيأخذنا نحو نجمٍ بعيدٍ  ،
ويتركُنـــا في نديفٍ شفيفٍ ننــــام !
*
ليس للبازنينو كلام ...
ليس للبازنينو مقامٌ  ، ولا منزلٌ .
ليس للبازنينو من الوزنِ ما تملكُ الريشةُ ...
البازنينو هو المنتهى
حين تنعتقُ الروحُ من كل هذا الزِّحام ...

لندن 24.05.2007
-------------------------
* البازنينو بالدارجة العراقية الجنوبية ، وهو اليعسوب .