منـظرٌ طبـيـعيٌّ 2 طباعة

حِبالُ السّــراخِسِ
تلكَ التي تتسوّرُ بيتي ، تَعَــرّتْ طويلاً
وكادتْ تفارِقُ نُعْمـى الجذوعِ
إلى مَلْعَبِ الريحِ…

بين الغصونِ الـمُـعَرّاةِ ألـمَـحُ ماءَ البحيرةِ يلمعُ مثلَ الرصاصِ الكَـشِـيطِ ،
البحيرةُ قانعةٌ
ومُقَـنّـعةٌ بالهدوءِ .
البحيرةُ ساكنةٌ
ومُسَـكّـنةٌ في أواخرِ هذا الشتاءِ الذي ضاقَ بالمطرِ الـجَهْمِ ذي القطراتِ الكبيرةِ .

أفتحُ في الفجرِ نافذتي
( أنا أعني : أُزيحُ الستائرَ )
أنظرُ …
الكونُ أبيضُ
رَطْبٌ
ومنكمشٌ
باردٌ ، وبعيدٌ …

كأنّ البحيرةَ لم تكنِ البتّـةَ !
الكَفَــنُ اللاحِبُ  / الثوبُ أهْدَلَ/ هذا الضَّبابُ المُحِيطُ /
السفينةُ / غارُ القراصنةِ / الذئبُ أغبرَ / صوتُ الـغريقِ /
الثعالبُ مسلوخةً / حَجَــرُ الخنجرِ الأوّلِ / القـطنُ في
منخرِ الـمَيْتِ/ فِطْــرُ السُّـمومِ / الحليبُ الذي خثّرتْهُ
الأفاعي / الدمُ الـمَحْضُ قبلَ احمرارٍ / جلود الثــعابينِ
مَـنـزوعةَ اللونِ في الصّـهَـدِ / الورقُ الأوّلُ / السُّلُّ …

تلكَ البحيرةُ لم تكنِ الـبَـتّــةَ !
؟
؟
؟
الآنَ أفعلُ ما أفعلُ …
الآنَ أدفعُ سيّـارتي ، مسرعَ النّبضِ
مندفعاً
في الطريقِ الضَّباب …

لندن 21.01.2007