العودة إلى البارِ الإيرلنديّ طباعة

كان البارُ الإيرلنديّ ، وأعني حانةَ فيتزجيرالدَ
انتقلَ الليلةَ من دَبْلِن
كي يفتحَ ذاتَ البابِ الضيّقِ في لندن ...
لي أن أحسَبَ كلَّ الأمرِ هُراءً
أو معجزةً ؛
قُلْ ما شئتَ
ولكنّ البارَ هنا بالفعلِ :
مقاعدُهُ الخشبُ
العَتْمةُ في العُمْقِ
وأسماءُ زبائنِهِ
والزهرةُ تَنبتُ في رغوةِ بيرتِهِ السوداءِ
كأنّ كتابَ خيالٍ عِلْـمِيٍّ أدخلَــني مختبَراً
وكأني في أرضِ عجائبَ ...
...........................
...........................
...........................
هل كان البارُ الإيرلنديُّ ، هوَ ، البارَ الإيرلنديَّ ؟
أكنتُ الجالسَ حقّاً عند البابِ ؟
وهل كان زبائنُهُ أشخاصاً بشــراً ؟
ومقاعدُهُ الخشبُ ؟
هل كانت خشباً أمْ محضَ ضَبابٍ ؟
هل كانت تلك الجدرانُ الملأى بالإعلاناتِ حوائطَ من قرميدٍ
أم كانت ورقاً في الريحِ ؟
وتلك المرأةُ ذاتُ الثوبِ الأسودِ ...
أهيَ الساحرةُ ؟
*
الضوءُ الباهتُ يَبْهُتُ أكثرَ عندَ أريكةِ مالكةِ البارِ
ومن زاويةٍ لم أعهَدْها جاءَ الكلبُ الألمانيُّ الراعي بعصا  ،
من زاويةٍ أخرى جاءتْ فاختةٌ ...
ثم أتى رجلٌ يحملُ أفعى تلتفُّ على يُســراهُ .
العَـتْمةُ تشتدُّ
ومالكةُ البارِ تردِّدُ أغنيةً لقراصنةٍ غرقوا في مرجانِ الكاريبيّ ...
العَتْــمةُ تشتدُّ
الألوانُ تغيمُ
وعيناي تغيمانِ .
......................
......................
......................
البحرُ بعيــــد .

لندن 28.03.2007