الصــمْــتُ طباعة

 لم تسمعْ موسيقى حتى الآن
( الساعة عاشرةٌ صبحاً )
لا المذياعُ
ولا القُرصُ الـمُـدْمَجُ
لا الهاتفُ
حتى الهارمونيكا الألمانيةُ لم تلمُسْ شفتَيكَ ...
وأشجارُ الدُّلْبِ  انصرفَتْ عنها الريحُ إلى جهةٍ أخرى .
والساحةُ  مقفرةٌ
والأغصانُ ، وقد كانت مزهرةً دوماً بالطيرِ الصادحِ ، قد عَرِيَتْ .

مطرٌ كان يَنِثُّ رذاذاً

مطرٌ ليس يُرى
مطرٌ ليس له صوتٌ ...
وهوائيُّ التلفزيونِ ، قبالةَ شُبّاككَ ، يوشكُ أن ينحلَّ فيدخلَ في الغيمِ
 
( الساعةُ عاشرةٌ صبحاً )
لَكأنكَ ، منذ الآن ، تحاولُ أن تغمضَ عينيكَ
تحاولُ أن تدخلَ في نبعِ بياضٍ لَـدِنٍ ...
..........................
..........................
..........................
لكنّ أزيزاً  كأزيزِ النحلِ الأمازونيّ تَدافَعَ في رأسكَ
كان أزيزاً حملتْهُ فَراشاتُ الأنديزِ إلى رأسِكَ
ناياتِ رُعاةِ القرغيزِ
أزيزَ الجُندُبِ
زاراً في جبلِ النُّوبانِ
وصَلْياتِ رصاصٍ في البصرة !

لندن 13.05.2007